للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد السابع والأربعون بعد الثمانمائة (١)، (٢)

......................... … صَمِّي لما فَعَلَتْ يَهُودُ صَمَامِ

أقول: قائله هو الأسود بن يعفر، وصدره (٣):

فَرَّتْ يَهُودُ وَأَسلَمَتْ جِيرَانِهَا … ...............................

وهو من الكامل.

قوله: "يهود": اسم قبيلة هاهنا، قوله: "صمي" أي: اخرسي، قوله: "صمام": اسم للداهية، [وفي المحكم قولهم: "صمي صمام": يضرب للرجل يأتي بالداهية، أي: اخرسي يا صمام، وقال الجوهري: يقال للداهية: صمي صمام، مثل: قطام، وهي الداهية، أي: زيدي] (٤).

الإعراب:

قوله: "فرت": فعل، و "يهود": فاعله، ولم ينصرف للعلمية والتأنيث، ولا يجوز إدخال الألف واللام عليها في مثل هذا اللَّهم إلا إذا كان يهود جمع يهودي فحينئذ يجوز أن تقول؛ اليهود كما تقول الروم.

قوله "وأسلمت": جملة من الفعل والفاعل، قوله: "جيرانها": كلام إضافي مفعوله، قوله: "صمي": أمر [من صمم من باب علم يعلم، والصاد مفتوحة، وفاعله ضمير مستتر تقديره: صمي أنت (٥) يخاطب به الداهية] (٦).

وقوله: "صمام": منادى مفرد تقديره: يا صمام صمي فحذف منه حرف النداء وهي مبنية على الكسر كحذام ونحوها.

وقال أبو علي الفارسي: هي اسم للفعل (٧)، ويقال: "صمام" هي الحية، وقيل لها: صمام


(١) توضيح المقاصد (٣/ ١٧٤)، والبيت موضعه بياض في (أ).
(٢) عجز بيت من بحر الكامل، ذكر الشارح صدره، وهو للأسود بن يعفر، وانظره في شرح شواهد الإيضاح (٤٣٧)، وكتاب الشعر للفارسي (٤)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٠٢)، والارتشاف (٢/ ٦١٦)، واللسان: "هود، صمم".
(٣) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٠٢).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): وهو منقول من نسخة الخزانة.
(٥) وقوله: "وفاعله" ضمير مستتر كما هي عادته كثيرًا مع نون النسوة، وياء المخاطبة، وإلا فالفاعل هو الضمير البارز، وهو ياء المخاطبة.
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ، ب): وهو منقول من نسخة الخزانة.
(٧) كتاب الشعر (٣ - ٧)، ذكره الفارسي تحت باب في تفسير الكلم التي سميت بها الأفعال.

<<  <  ج: ص:  >  >>