للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثالث والسبعون بعد الثمانمائة (١)، (٢)

فَظَلَّ طُهَاةُ اللحْمِ مِنْ بَين مُنْضِجٍ … صَفِيفَ شوَاء أَوْ قَدِير مُعَجَّلِ

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وهو من قصيدته المشهورة التي أولها:

قِفَا نَبكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيب وَمَنْزِلِ … ................................

قوله: "طهاة اللحم" [بضم الطاء المهملة] (٣)، وهو جمع طاهٍ وهو الطباخ، قوله: "صفيف" بفتح الصاد المهملة وكسر الفاء، وهو الذي قد فرق وصف على الجمر، وهو شواء الأعراب، وهو الذي يقال له الكباب، "والقدير": بالراء المهملة في آخره، وهو ما طبخ في قدر، قال الأعلم: إنما جعله معجلًا لأنهم كانوا يستحسنون تعجيل ما كان من الصيد ويستطرفونه، وبهذا يصفونه في أشعارهم (٤).

الإعراب:

قوله: "فظل"، وفي ديوان امرئ القيس: "وظل" بالواو وكلاهما للعطف، "وظل" من الأفعال الناقصة، ومعناه: فعل بالنهار؛ كما أن بات معناه فعل بالليل.

وقوله: "طهاة اللحم": كلام إضافي اسم ظل، وقوله: "من بين منضج": خبره، والمنضج: اسم فاعل من أنضج اللحم، وقوله: "صفيف شواء": كلام إضافي منصوب، لأنه مفعول اسم الفاعل، وقوله: "أو قدير": عطف على شواء، و "معجل" بالجر صفته.

الاستشهاد فيه:

أن "أو" بمعنى الواو، وقال الأعلم: والمعنى: من بين منضج صفيف [شواء] (٥)، أو طابخ قدير، والمعنى: وطابخ قدير (٦).


(١) ابن الناظم (٢٠٩).
(٢) البيت من بحر الطويل، وهو من معلقة امرئ القيس المشهورة، وانظره في الديوان (٢٢)، ط. دار المعارف، و (٥٨)، ط. دار صادر، وانظره في المغني (٤٦)، والهمع (٢/ ١٤١)، والخزانة (١١/ ٤٧، ٢٤٠) وشرح شواهد المغني (٨٥٧)، واللسان مادة: "صفف وطها"، والدرر (٦/ ١٦١).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٤) النص في شرح الأعلم لهذا البيت في أشعار الستة الجاهليين (٣٨).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٦) ينظر الشاهد رقم (٨٧١)، ورقم (٨٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>