للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "قلت": جملة من الفعل والفاعل، و "إذا": ظرف بمعنى حين، و "أقبلت": فعل وفاعله مستتر فيه يعود إلى الحبيبة، قوله: "وزهو". عطف على الضمير الذي في أقبلت، قوله: "تهادى": جملة في محل الوفع لكونها صفة لزهر، هذا على تقدير العطف.

وأما إذا قلنا: إن الواو في: "وزهو" للحال يكون زهر مبتدأ، والجملة أعني قوله. "تهادى" خبره، وتكون الجملة محلها النصب على الحال، قوله: "كنعاج الملا" الكاف للتشبيه، و"نعاج" مجرور به، ومضاف إلى الملا، قوله: "تعسفن": فعل وفاعله النون، والجملة حال من النعاج، والعامل فيها: "تهادى"، و "رملًا": نصب على الظرف؛ أي: في رمل.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وزهو" حيث عطف على الضمير المستتر المرفوع في "أقبلت" من غير توكيد ولا فصل، وقد جوز الكوفيون ذلك محتجين بالبيت المذكور وأمثاله، وأجيب عن هذا بأن الواو ليست بمتحضة للعطف (١)؛ لأنها أن تكون للحال كما ذكرنا، وقيل: إنه شاذ، وفيه نظر؛ لأنه لا ضرورة فيه؛ إذ كان أن يقول: وزهرًا على أنه مفعول معه (٢).

الشاهد الرابع والثمانون بعد الثمانمائة (٣)، (٤)

فاليومَ قرَّبت تَهجُونَا وَتَشْتِمُنَا … فاذهبْ فمَا بكَ والأيامِ من عجبٍ

أقول: هذا من أبيات الكتاب أنشده سيبويه ولم يعزه إلى أحد، وهو من البسيط. المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "فاليوم": نصب على الظرف، قوله: "قربت" بتشديد الراء؛ جملة من الفعل والفاعل وهو بمعنى قربت بالتخفيف، وقوله: "تهجونا": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت حالًا، ويقال: قربت هاهنا من أفعال المقاربة؛ فحينئذ تكون الجملة خبرًا، قوله: "وتشتمنا": عطف عليها.


(١) في (أ): للعطفية.
(٢) ينظر الشاهد رقم (٨٨٢).
(٣) ابن الناظم (٢١٢)، وتوضيح المقاصد (٣/ ٢٣٣)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٤٠).
(٤) البيت من بحر البسيط، وهو مجهول القائل، وانظره في الكتاب (٢/ ٣٨٢)، والإنصاف (٢٦٤)، وابن يعيش (٣/ ٧٨، ٧٩)، والخرانة (٥/ ١٢٣، ١٢٦)، واللمع (١٨٥)، والمقرب (١/ ٢٣٤)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٣٩)، والدرر (٢/ ٨١)، (٦/ ١٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>