للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتقدير: ليس الجمل جازيًا، والعرب قد تحذف خبر ليس في الشعر، قال الشاعر (١):

لَهْفِي عَلَيكَ للهْفَةٍ منْ خَائفٍ … يَبغي جوارَك حينَ ليسَ مُجيرُ

إلا أن ليس في هذا البيت لا تكون عاطفة باتفاق، ولا يتصور ذلك فيها، وأن خبرها محذوف لفهم المعنى؛ كأنه قال: حين ليس في الدنيا مجير (٢).

الشاهد السادس والتسعون بعد الثمانمائة (٣) , (٤)

وإنسَانُ عَيني يَحْسرُ الماءُ تَارَةً … فَيَبدُو .........................

أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان، وتمامه:

............................. … ........ وَتَارَات يَجمُّ فَيغرَقُ

وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الابتداء (٥).

الاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "فيبدو" حيث عطفت الجملة بالفاء لاقتضائه التسبب فافهم (٦).


(١) البيت من بحر الكامل لشمردل الليثي، وهو عبد الله بن أيوب شاعر تميمي، هكذا نسبه في شرح التصريح (١/ ٢٠٠)، والبيت في أوضح المسالك (١/ ٢٨٧)، وجواهر الأدب لعلاء الدين الأربلي (٣٠٨).
والشاهد فيه في قوله: "ليس مجير" حيث حذف خبر ليس لفهم المعنى.
(٢) أجاز الكوفيون والبغداديون مجيء ليس حرفًا فيقولون: قام زيد ليس عمرو؛ كما يقال: قام زيد لا عمرو، واحتجوا بقول أبي بكر الصديق ﵁ بأبي: شبيه بالنبي ليس شبيه بعلي. وبهذا البيت، ورده المانعون بأن خبر ليس محذوف. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٤٦)، والمغني (٢٩٦)، والارتشاف (٢/ ٦٣٠).
(٣) أوضح المسالك (٣/ ٣٦٢).
(٤) البيت من بحر الطويل، من قصيدة طويلة لذي الرمة، كلها في الغزل، ومطلعها:
أَدَارًا بِحُزوَى هِجْتِ لِلعَيِن عَبرة … فَمَاءُ الهَوَى يَرفَضُّ أَو يتَرَقرَقُ
من قصيدة زادت على خمسين بيتًا في وصف الصحراء والناقة والظباء، وانظرها في (١٦٤) ط. دار الكتاب العربي، شرح التبريزي، تحقيق: مجيد طراد، و (٤٥٦) تحقيق: عبد القدوس صالح.
(٥) ينظر الشاهد رقم (١٨٦).
(٦) تغلب السببية في الفاء إذا عطف بها صفة نحو: مررت بامرأة فيضحك زيد، أو خبر نحو: زيد يقوم فتقعد هند، ومنه البيت المذكور. ينظر الارتشاف (٢/ ٦٣٦)، والمغني (٥٠١)، والأشموني (٣/ ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>