للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثامن والتسعون بعد الثمانمائة (١)

سَوَاءٌ عَلَيكَ الفقر أَمْ بِتَّ لَيلَةً … ................................

أقول: لم أقف على اسم قائله (٢)، [وتمامه:

................................ … بِأَهْلِ القِبَابِ منْ عُمَيرِ بِنِ عَامِرِ

وهو من الطويل، المعنى ظاهر] (٣).

الإعراب:

قوله: "سواء": مرفوع على أنه خبر عن المبتدأ المتأخر وهو قوله: "الفقر"، و"عليك" يتعلق به، قوله: "أم بِتّ" أم هاهنا بمعنى الواو، وعطف فعلًا على اسم؛ لأن الكلام في مذهب المصدر؛ كأنه قال: سواء عليك الفقر أم مبيت ليلة بأهل القباب؛ كذا في شرح الكتاب.

وقال ابن طاهر في حواشيه على الإيضاح لأبي علي: وأنشده بعضهم: "أو أنت بائت"، وجاز فيهما: "أو" لقوله: "الفقر" لأن المعنى جزاء؛ كما تقول: اضربه قام أو قعد، ويذهب إلى معنى العموم كذهاب الواو، وهذا يقوي خروج أم إلى باب أو، ووجه هذا أنه أوقع الفقر موقع الفعل، وذهب مذهب الحدث، وحمله على المعنى؛ كما توقع الفعل هاهنا موقعه في المستعمل فيحمل على المعنى، فكأنه قال: أفقرت أم بت، ولولا ظهور الرفع في لفظه لنصبه، قوله: "ليلة" نصب على الظرف، قوله: "بأهل القباب" يتعلق بقوله: "بت"، قوله: "من عمير بن عامر": بيان لأهل القباب.

الاستشهاد فيه:

أن "أم" عادلت بين جملة ومفرد في ذكر التسوية، وهذا خلاف الأصل؛ لأن الأصل أن التسوية لا يقع بعدها إلا الجملتان، وهاهنا قد وقعت بعدها جملة ومفرد، ولا يذكر بعد التسوية


= إلى أنها عاطفة بالشرطين السابقين، وذهب ابن عصفور إلى أنها عاطفة مع إفادتها الاستدراك والواو زائدة لازمة، فإذا سبقت لكن بإيجاب أو تلتها جملة فهي حرف ابتداء كما في البيت. ينظر المغني (٢٩٣) وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٤٣)، والكتاب لسيبويه (١/ ٤٣٥)، ومعاني القرآن للأخفش (٢/ ٤٤٣)، ومعاني القرآن للفراء (٢/ ٣٤٤)، والبحر المحيط (٧/ ٢٣٦)، والمقرب (٢٥٥)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ٢٣٨)، وبين ابن عصفور وابن هشام في النحو والصرف (٢٩٤) وما بعدها (ماجستير بالأزهر).
(١) توضيح المقاصد (٣/ ٢٠٦).
(٢) البيت من بحر الطويل، وهو بيت مفرد لقائل مجهول، وانظره في شرح الأشموني (٣/ ١٠٠).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>