للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في هذا التضمين: هل يقتصر فيه على السماع أو يقاس؟ فالأكثرون على أنه ينقاس (١).

الشاهد الأول بعد التسعمائة (٢) , (٣)

فَهَلْ لَكَ أَوْ منْ وَالدٍ لَكَ قَبلَنَا … ................................

أقول: قائله هو أبو أمية الهذلي، وتمامه (٤):

............................... … يُوَشِّحُ أَوْلَادَ العِشَار وَيُفضِلُ

وهو من الطويل.

قوله: "يوشح": من التوشيح وهو التزيين، وقيل: هو يوشج بالجيم [من التوشيح] (٥) من التوشيج وهو الإحكام، وقوله: "ويفضل" من الإفضال وهو الإحسان.

الإعراب:

"فهل" الفاء للعطف إن تقدمه شيء، وهل للاستفهام، وقوله: "لك": خبر مبتدأ محذوف تقديره: هل لك أخ؟، وقوله: "أو من والد": عطف عليه، و"من" زائدة، والتقدير: أو والد لك.

الاستشهاد فيه:

حيث حذف فيه المعطوف عليه؛ إذ تقدير الكلام: فهل لك من أخ أو من والد؟ و"من" في الموضعين زائدة، وهذا نادر، وقد كثر ذلك مع الواو كقولك: بلى وزيدًا، لمن قال: ألم تضرب عمرًا؟ وقلَّ مع الفاء؛ كما في قوله تعالى: ﴿أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ﴾ [الشعراء: ٦٣]، والتقدير: فضرب فانفلق (٦)، والله أعلم.

* * *


(١) ينظر الشاهد رقم (٨٩٩).
(٢) توضيح المقاصد (٣/ ٢٤١).
(٣) البيت من بحر الطويل، وقد نسب في مراجعه إلى أبي أمية الهذلي، وانظره في شرح أشعار الهذليين (٢/ ٥٣٧)، وشرح عمدة الحافظ (٦٧٠)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٨٢)، وهمع الهوامع للسيوطي (٢/ ١٤٠)، والأشموني (٣/ ١١٨)، والدرر (٦/ ١٥٦).
(٤) ينظر في شرح أشعار الهذليين (٢/ ٥٣٧)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٨٢).
(٥) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٦) يجوز حذف المعطوف عليه عند ظهور المعنى ويستغنى بالعاطف والمعطوف نحو: بلى وزيدًا، لمن قال: ألم تضرب عمرًا؟ ومنه قول العرب: وبك وأهلًا وسهلًا، لمن قال: مرحبًا، وهذا كثير مع الواو، ويقل مع العطف بالفاء، ونادر مع "أو" كالبيت المذكور. ينظر توضيح المقاصد (٣/ ٢٣٩، ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>