للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد العشرون بعد التسعمائة (١) , (٢)

سَلامُ اللهِ يَا مَطَرٌ عَلَيهَا … وَلَيسَ عَلَيكَ يَا مَطَرُ السَّلَامُ

أقول: قائله هو الأحوص، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الكلام في أول الكتاب (٣).

والاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "يا مَطَرٌ" حيث نونه للضرورة، وقد علم أن المنادى المفرد المعرفة يستحق البناء على الضم، ثم إذا اضطر الشاعر إلى تنوينه جاز ذلك للضرورة، فإذا نونه فله أن يضمه وله أن ينصبه، وقد ضمه هاهنا كما نصبه الشاعر في البيت الآتي (٤).

الشاهد الحادي والعشرون بعد التسعمائة (٥) , (٦)

ضَرَبَتْ صَدْوَهَا إِلَيَّ وَقَالت … يَا عَدِيًّا لَقَدْ وَقَتْكَ الأَوَاقِي

أقول: قائله هو المهلهل واسمه امرؤ القيس (٧)، وكان أصل ذلك أن مهلهلًا أسره عمرو بن مالك، فطلبت أمه وخالته إلى عمرو في ذلك أن يدع مهلهلًا ففعل، ففي ذلك يقول مهلهل يتغزل في ابنة المجلل (٨):


(١) ابن الناظم (٢٢٢)، وأوضح المسالك (٤/ ٢٨)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٦٢).
(٢) البيت من قصيدة ميمية للأحوص الأنصاري من بحر الوافر في شعر الأحوص الأنصاري (١٤٠) وما بعدها، تحقيق: عادل سليمان جمال، تقديم د. شوقي ضيف، ط. الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر (١٩٧٠ م)، وانظر الديوان بشرح مجيد طراد سلسلة (شعراؤنا) (١٧٤، ١٧٥) نشر دار الكتاب العربي بيروت، ط. أولى لسنة (١٩٩٤ م).
(٣) ينظر الشاهد رقم (٩).
(٤) إذا اضطر الشاعر إلى تنوين المنادى جاز بقاء الضمة وهو الأكثر وجاز نصبه، واختار الخليل وسيبويه وابن مالك الضم، واختار يونس وعيسى بن عمر والجرمي النصب. ينظر الكتاب لسيبويه (٢/ ٢٠٢)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٩٦)، وشرح الأشموني (٣/ ١٤٥).
(٥) ابن الناظم (٢٢٢)، وشرح ابن عقيل (٣/ ٢٦٣).
(٦) البيت من بحر الخفيف، من مقطوعة ذكرها الشارح في الغزل لمهلهل بن ربيعة، وانظر بيت الشاهد في المقتضب (٤/ ٢١٤)، وابن يعيش (١٠/ ١٠)، وشرح التصريح (٢/ ٢٧٠)، والمنصف (١/ ٢١٨)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٧٣)، ورصف المباني (١٧٧)، والخزانة (٢/ ١٦٥)، والدرر (٣/ ٢٢)، واللسان: "وقى".
(٧) قيل: اسمه امرؤ القيس بن ربيعة، وقيل: اسمه عدي بن ربيعة، وبيت الشاهد ينبئ عن اسمه، وهو خال امرئ القيس بن حجر صاحب المعلقة، وهو أول من قال الشعر وهلهله أي جعله رقيقًا، وهو أخو كليب الذي هاجت بمقتله حرب البسوس، الخزانة (٢/ ١٦٤).
(٨) انظر الأبيات في الأغاني لأبي الفرج (٥/ ٥٤, ٥٥) ط. دار الكتب المصرية (١٩٣٢ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>