للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستشهاد فيه:

في إثبات الألف في: "يا ابنة عما" وإبدالها من الياء؛ إذ أصله: يا ابنة عمي (١).

الشاهد الحادي والثلاثون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

يَا أمَّتَا أَبْصَرَنِي رَاكِبٌ … يَسِيرُ في مُسْحَنْفِرٍ لَاحِبِ

فَقُمْتُ أخْشِي التربَ في وَجْهِهِ … عمدًا وأَحْمِي حَوْزَةَ الغَائِبِ

أقول: قالت هذا صبية من بنات العرب، وكان بعلها قد غاب عنها، فبينما هي إذ مر بها راكب فطمعت نفسه في الفجور بها، فكلمها في ذلك فحثت التراب في وجهه، وامتنعت عنه، ثم أخبرت بذلك أمها، وأنشدت البيتين، وقالت: (يا أمتا … ) إلى آخره.

وهما من الرجز (٤)، فردت عليها أمها، وقالت [من السريع]:

الحِصْنُ أدنى لوْ تَأييتهُ … من حثيكِ التربَ عَلَى الرَّاكِبِ

قول الأم: "الحصن": الحصانة، قولها: "لو تأييته" بالمد؛ أي: تعمدته.

قول البنت: "في مسحنفر" أي: طريق ماض ممتد، ومادته: ميم وسين مهملة وحاء ونون وفاء وراء، قولها: "لاحب" بالحاء المهملة؛ أي: بين واضح ظاهر، قولها: "أحثي": من حثى يحثي حثيًا، وكذلك: حثى يحثو حثوًا، و"الترب": التراب، وقولها: "وأحمي" أي: أحفظ حوزة الغائب، أي: ناحيته، قال ابن فارس: الحوز والحوزة: الناحية، ثم أنشد هذا البيت (٥)، ويقال: فلان يحمي حوزة الغائب؛ أي: يمنع من يريده بسوء.

الإعراب:

قوله: "يا أمتا" يا حرف نداء، و"أمتا": منادى، قولها: "أبصرني": جملة من الفعل والمفعول، و"راكب": فاعله، قولها: "يسير في مسحنفر": جملة وقعت صفة لراكب، قولها: "لاحب" بالجر صفة لقولها: "مسحنفر".

قولها: "فقمت" ويروى: فظلت، قولها: "أحثي الترب": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت حالًا من الضمير الَّذي في "قمت"، قولها: "عمدًا" أي: قصدًا، نصب على


(١) ينظر الشاهد السابق (٩٢٩).
(٢) ابن الناظم (٢٢٦).
(٣) البيتان من بحر السريع ذكر الشارح قائلهما ومناسبتهما، وانظرهما في اللسان مادة: "أيا"، والمحتسب (٢/ ٢٣٩).
(٤) ليس من الرجز كما ذكر العيني، وإنما هما من السريع؛ كما ذكرنا.
(٥) المجمل مادة: "حوز".

<<  <  ج: ص:  >  >>