للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زجرها والغناء لها (١) , قوله: "هَيَّات" على وزن فعال بالتشديد، من هيت به إذا صاح به ودعاه وكذلك هوت به, قوله: "نحو البيت" أراد به الكعبة المشرفة, قوله؛ "عامدات" أي: قاصدات من عمد إذا قصد.

الإعراب:

قوله: "يحدو" فعل، و "بها" في محل النصب على المفعولية، "وكل فتى": كلام إضافي فاعله, قوله: "هيات" مجرور؛ لأنه صفة فتى، و "فتى" مجرور بالإضافة، والمعنى: يهيت بالإبل كل فتى صياح, قوله: "وهن" مبتدأ، و"نحو البيت" كلام إضافي في تقدير الرفع على الخبرية والتقدير: وهن كائنات نحو البيت، أو متوجهات نحوه. قوله: "عامدات" بالنصب حال، وقيل: تمييز، وفيه ما فيه (٢).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "نحو البيت" فإن لفظة "نحو" ها هنا ظرف وهو يجيء لمعانٍ كثيرة:

الأول: بمعنى إلى الظرف، وهو غير تقول: توجهت نحو الدار، أي: جهتها.

الثاني: بمعنى القصد تقول: نحوت معروفه؛ أي: قصدته.

والثالث: بمعنى الطريق، تقول: هذا نحو المدينة؛ أي: طريقها.

الرابع: بمعنى مثل، تقول: هذا الطريق نحو ذاك؛ أي مثله.

والخامس: بنو نحو قوم من العرب، ينسب إليهم النحوي.

والسادس: نحو الكلام، وهو قصد القائل: أصول العربية ليتكلم بمثل ما تكلموا به، والنحو في اصطلاح القوم: معرفة كيفية كلام العرب وتصرفاتهم فيه، وما يستحق كل نوع منهم من الإعراب منه؛ كرفع الفاعل ونصب المفعول وجر الضاف، والنسبة إليه أيضًا نحوي، والفرق بينه وبين النسبة إلى بني نحو بالقرينة.

والسابع: النحو يجيء بمعنى الإمالة، يقال: نحوت بصدري إذا أملته، وكذلك نحيته وأنحيته بمعنى أملته.

والثامن: بمعنى القسم، يقال: هذا على أربعة أنحاء، أي: أربعة أقسام (٣).


(١) المجمل في اللغة لابن فارس، مادة: "حدو".
(٢) قال ابن جني بعد أن ذكر البيت: "فنصب (عامدات) على الحال لتمام الكلام من قبلها". المحتسب (١/ ٣١٧).
(٣) وقد ذكر المرادي أربعة من هذه المعاني حيث قال: "للنحو في اللغة أربعة معان: الأول أن يكون مصدرًا تقول =

<<  <  ج: ص:  >  >>