للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "على ما كان": جار ومجرور يتعلق بصبرًا، وكان ها هنا تامة بمعنى: حدث ووقع، وفاعلها مضمر فيها عائد على ما، وكان مع ما بعدها صلة ما، و "من حدث": يتعلق بكان.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "يا اسم" فإنه منادى مرخم فحذف الهمزة ثم حذف الألف التي قبلها لأنهما زائدتان، زيدتا معًا فحذفتا في الترخيم معًا؛ كما حذفتا في: مروان (١).

الشاهد الثمانون بعد التسعمائة (٢)، (٣)

أفاطمَ مهْلًا بعض هذا التَّدَلُّلِ … ...........................

أقول: قائله هو امرؤ القيس بن حجر الكندي، وتمامه (٤):

........................ … وإنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

وهو من قصيدته المشهورة التي أولها:

قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل … ......................

قوله: "أفأطم" هي فاطمة بنت العبيد بن ثعلبة من عذرة، قوله: "أزمعت" أي: أحكمت عزمك، قوله: "صرمي" أي: قطعي، "فأجملي": من الإجمال وهو الإحسان.

الإعراب:

قوله: "أفاطم" الهمزة حرف نداء، و "فاطم": منادى مفرد؛ إذ أصله: فاطمة، قوله: "مهلًا": نصب بفعل محذوف؛ أي: أمهلي مهلًا، ومعناه: كفي، وقوله: "بعض هذا التدلل": كلام إضافي مفعوله، والمعنى: كفي بعض التدلل عني وأقلي منه.


(١) أقول: إن العلم المشتمل على زيادتين يكون ترخيمه بحذف الزيادتين قياسًا على حذف تاء التأنيث فكلاهما زائد، وسواء كانت هذه الزيادة ألف التأنيث الممدودة كأسماء أو نجلاء أو ما شابههما، أو الألف والنون كمروان وعثمان أو علامتي التثنية والجمع كأبانين وعرفات أو ياء النسب كبختي فترخم هذه الأعلام بحذف هاتين الزيادتين. ينظر: شرح المقرب لابن عصفور د. علي فاخر (١٢٠٥) (المنصوبات).
(٢) أوضح المسالك (٤/ ٦٢).
(٣) البيت من بحر الطويل، وهو في الغزل لامرئ القيس، من معلقته المشهورة التي كثير منها الشواهد النحوية والصرفية، وانظر البيت في الجنى الداني (٣٥)، والخزانة (١١/ ٢٢٢)، ورصف المباني (٥٢)، والمغني (١٣)، والهمع (١/ ١٧٢)، والدرر (٣/ ١٦)، وشرح شواهد المغني (٢٠).
(٤) الديوان (١١٣) ط. دار الكتب العلمية.

<<  <  ج: ص:  >  >>