للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب:

قوله: "تمناني": جملة من الفعل والمفعول، و "لقيط": فاعله، واللام في "ليلقاني" للتعليل.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أعام" فإنه منادى مستغاث به، وليس فيه لام الاستغاثة، وقد رخم إذ أصله: أعامر، وقد علم أن ترخيم المنادى إنما يصح إذا لم يكن مستغاثًا ولا مندوبًا؛ فإنهم نصوا على أنهما لا يرخمان، وأجاز ابن خروف ترخيم المستغاث به إذا لم يكن فيه لام الاستغاثة، واستدل بهذا البيت (١).

وقال أبو حيان: قال شيخنا أبو الحسن بن الضائع: وهذا ضرورة، وفيه نداء المستغاث به بغير يا (٢)، وقد تقدم منعه على أن مجوزه أن عامرًا مما كثر التسمية به عندهم ونداؤه؛ ولذلك أكثر ما ينادى مرخمًا، فصار كأنه لم يحذف منه شيء، فلا ينبغي أن يقاس عليه.

الشاهد التاسع والثمانون بعد التسعمائة (٣)، (٤)

كُلَّمَا نَادَى مُنَادٍ منهمُ … يا لَتَيْمِ الله قلنا يا لَمَالِ

أقول: قائله هو مرة بن الرواغ من بني أسد، وهو من الرمل. المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "كلما": نصب على الظرفية، وناصبها الفعل الذي هو جواب وهو قوله: "قلنا"، وجاءتها الطرفية من جهة ما، فإنها محتملة لوجهين:

الأول: أن تكون حرفًا مصدريًّا، والجملة بعده صلة له؛ فلا محل لها، ويكون التقدير: كل وقت نادى منادٍ، ثم عبر عن معنى المصدر بما والفعل، ثم أنيبا عن الزمان، أي: كل وقت نداء.


(١) قال ابن خروف: "وقد ينادى في الشعر في الاستغاثة بغير زيادة وبغير ياء من حروف النداء (البيت) فاستغاث بعامر من غير زيادة ورخمه ونادى بالهمزة وحرف الاستغاثة: يا". ينظر: شرح جمل الزجاجي لابن خروف، تحقيق د. سلوى محمد عمر (١٤١٩ م).
(٢) قال ابن خروف وقد أجاز المستغاث به إذا لم يزد فيه زيادة قال: وعليه قوله: (البيت) أراد: عامر، وهذه ضرورة وفيه نداء المستغاث به بغير يا، وقد تقدم منعه". شرح الجمل لابن الضائع (١/ ٤٣١).
(٣) توضيح المقاصد (٤/ ٤٧).
(٤) البيت من بحر الرمل، وهو لمرة بن الرواغ (جاهلي)، وانظره في تذكرة النحاة (١٦٤)، والأشموني (٣/ ١٧٦)، وشرح التسهيل للمرادي (٣/ ٦١) دكتوراه بالأزهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>