للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "نبتحث": مجزوم لأنه جواب الأمر؛ قوله: "مساعينا": كلام إضافي مفعول نبتحث، و"حتى" للغاية، والمعنى: إلى أن ترى، و"ترى": جملة من الفعل والفاعل وهو المخاطب، وهو من الرأي الذي بمعنى الاجتهاد.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "كيف نفعلا" أصله: نفعلن بنون التأكيد الخفيفة، أكده لوقوع الفعل بعد اسم الاستفهام وهو كيف؛ فأبدلت النون ألفًا لأجل القافية (١)، وقد قال ابن الطراوة قوله: "كيف نفعلا" على أنها نون الترنم أبدلها ألفًا في الوقف، وفيه نظر؛ لأن من شرط نون الترنم أن لا تغير حركة ما قبلها، وقد غيرت هاهنا لأن الفعل مرفوع (٢).

الشاهد الثالث عشر بعد الألف (٣) , (٤)

فَإِمَّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّةٌ … فَإِنَّ الحَوَادِثَ أَوْدَى بهَا

أقول: قائله هو الأعشى، وقد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الفاعل (٥):

الاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "فإما تريني" حيث ترك فيه نون التأكيد بعد إما الشرطية [وفيه رد على الزجاج حيث أوجب التأكيد بعد إما الشرطية] (٦)، وليس بواجب بل هو جائز، يجوز توكيده ويجوز تركه (٧).


(١) ينظر الشاهد السابق وبعد نصه هناك يقول: "وقال (البيت) .... فهذه الخفيفة، وزعم يونس أنك تقول: هلا تقولنَّ وألَّا تقولَنَّ، وهذا أقرب لأنك تعرض فكأنك قلت: افعل؛ لأنه استفهام فيه معنى العرض … ". الكتاب (٣/ ٥١٣، ٥١٤).
(٢) ينظر ابن يعيش (٩/ ٣٣).
(٣) ابن الناظم (٢٤٠).
(٤) البيت من بحر المتقارب من قصيدة للأعشى ميمون يمدح بها رهط عبد المدان الحارثي، من سادة نجران، ومطلعها قوله:
ألَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَمَّا بِهَا … بَلى عَادَهَا بَعْضُ أَطْرَابهَا
وانظر ديوان الأعشى (٢٠٧)، تحقيق: محمد حسين، وانظر بيت الشاهد في الأشموني بحاشية الصبان وشرح شواهده للعيني (٢/ ٥٣)، (٣/ ٢١٦). وينظر الشاهد (٣٨٧) من هذا البحث.
(٥) ينظر الشاهد رقم (٣٨٧) من هذا البحث.
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٧) ذهب سيبويه والفارسي إلى أن تأكيد المضارع بعد إما قريب من الواجب، يقول سيبويه معللًا ذلك: "ومن مواضعها: حروف الجزاء إذا وقعت بينها وبين الفعل (ما) لتوكيد، وذلك لأنهم شبهوا (ما) باللام التي في: (لتفعلن) لما وقع التوكيد قبل الفعل ألزموا النون آخره كما ألزموا هذه اللام، وإن شئت لم تقحم النون؛ كما أنك إن شئت لم تجئ بها، فأما اللام فهي لازمة في اليمين، فشبهوا (ما) هذه إذا جاءت توكيدًا قبل الفعل بهذه اللام التي جاءت لإثبات النون، فمن ذلك قولك: إما تأتيني أتك، وتصديق ذلك قوله ﷿: ﴿وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ﴾ [الإسراء: ٢٨] وقال ﷿: ﴿فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا﴾ [مريم: ٢٦]. ينظر الكتاب (٣/ ٥١٤، ٥١٥). =

<<  <  ج: ص:  >  >>