للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والاستشهاد فيه هاهنا:

في قوله: "بني يزيد" فإنه من المحكيات (١).

الشاهد الحادي والخمسون بعد الألف (٢) , (٣)

إذا قالت حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا … فإنَّ القوْلَ ما قالتْ حَذَامِ

أقول: قائله هو لجيم بن صعب والد حنيفة وعجل ابني لجيم، وكانت حذام امرأته، وقاله لجيم فيها، وهو من الوافر.

قوله: "حذام" وهي أم عجل وأم حنيفة البرشاء، سميت حذام لأن ضُرَّتَها البرشاء حذمت يدها بشفرة وصبت عليها حذام جمرًا فبرشت فسميت البرشاء، وقال ابن كرشم الكلبي: حذام هي بنت الريان بن جسر بن تميم بن يقدم بن عنزة، وهي أم عجل بن لجيم.

وكان عاطس بن الجلاح الحِمْيَرِيّ قد سار إلى الريان في جموع من خثعم وجعفى وهمدان؛ فلقيهم الريان في عشرين حيًّا من أحياء ربيعة ومضر؛ فاقتتلوا وصبروا لا يولي أحد منهم دبره، ثم إن القيل الحميري رجع إلى معسكره وهرب الريان تحت ليلته [فسار ليلته] (٤)، ومن الغد ونزل الليلة الثانية، فلما أصبح عاطس الحميري ورأى خلاء معسكرهم أتبعهم جمْلةٌ من سُمَاةِ رِجَالِهِ وأهل الغِنَاء منهم فجدوا في اتباعهم، فانتبه القطَا في إسرائهم من وقع دوابهم، فمرت على الريان وأصحابه عُرفًا عُرفًا فخرجت حذام بنت الريان إلى قومها فقالت (٥):

ألا يَا قَومَنَا ارْتَحِلُوا فسِيرُوا … فَلَوْ تُركَ القَطَا لَيلًا لَنَامَا

فقال ديسم بن ظالم [الأعصري] (٦):

إذَا قالت حَذَامِ فَصَدِّقُوهَا … فإنَّ القوْلَ ما قالت حَذَامِ


(١) يقصد أن إعراب هذا النوع من الجمل المحكية بعد صيرورته علمًا فإنه يبقى على صورته اللفظية قبل التسمية فلا يدخله تغيير مطلقًا ويعرب حسب موقعه من الجملة ولكن إعرابه يكون مقدرًا على آخره بسبب وجود علامة الحكاية ويظل آخره على حاله ملتزمًا علامته الأولى قبل العملية مهما تغيرت الجملة. ينظر الممنوع من الصرف (١٢٣)، وينظر شرح الأشموني (٣/ ٢٦٠).
(٢) أوضح المسالك (٤/ ١٣١).
(٣) البيت من بحر الوافر، وهو للجيم بن صعب، زوج حذام، قاله يأمر قومه أن يسمعوا كلام حذام، وأن يصدقوها فهي حكيمة، وانظر الشاهد في الخصائص (٢/ ١٧٨)، واين يعيش (٤/ ٦٤)، والمغني (١/ ٢٢٠)، وشرح التصريح (٢/ ٢٢٥)، وشرح شواهد المغني (٥٩٦)، واللسان: "رقش".
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) ينظر شرح شواهد المغني (٥٩٦، ٥٩٧).
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>