للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "الخدر" بكسر الخاء المعجمة وسكون الدال، وهو الستر، وقال الأعلم: هو الهودج وهو من مراكب النساء (١)، و "عنيزة" بضم العين المهملة وفتح النون وكسر الياء آخر الحروف وكسر الزاي، وهو اسم امرأة، قوله: "مرجلي": تاركي راجلة أمشي.

الإعراب:

قوله: "ويوم": نصب على الظرف وعطف على ما قبله، و"دخلت الخدر": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "خدر عنيزة" بالنصب بدل من الخدر، قوله: "فقالت": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر الذي يرجع إلى عنيزة، قوله: "الويلات" بالرفع مبتدأ، و "لك" مقدمًا خبره، وهي جملة معترضة بين القول ومقوله وهي قوله: "إنك مرلجي".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "عنيزة" حيث صرفه الشاعر مع أنه غير منصرف للعلمية والتأنيث وذلك لأجل الضرورة (٢).

الشاهد الخامس والخمسون بعد الألف (٣)، (٤)

............................. … ولكنَّ عَبْدَ اللَّه مَوْلَى موَالِيَا

أقول: قائله هو الفرزدق يهجو به عبد اللَّه بن أبي إسحاق الحضرمي النحوي (٥)، وكان مولى الحضرميين وهم حلفاء بني عبد شمس بن مناف، والحليف عند العرب مولى، وإنما هجاه لأنه كان يطعن عليه في شعره، فقال الفرزدق:

فلَوْ كَانَ عَبْدُ الله مَوْلًى هجوتُهُ … ولكنَّ عبدَ الله مولى مواليا

فقال عبد الله بن أبي إسحاق: لقد لحنت -أيضًا- في قولك: "مولى مواليا"، وكان ينبغي أن يقال: مولى موالٍ، وإنما قال: مواليا فنصبه لأنه رده إلى أصله للضرورة، وإنما لم ينون؛ لأنه جعله بمنزلة غير المعتل الذي لا ينصرف.


(١) أشعار الشعراء الستة الجاهليين (١/ ٣١)، (منشورات دار الآفاق الجديدة).
(٢) ينظر الشاهد رقم (١٠٤٨).
(٣) أوضح المسالك (٤/ ١٤٠).
(٤) عجز بيت من بحر الطويل، ذكر الشارح صدره، ونسبته للفرزدق مشهورة في كانب النحو والنقد والأدب، ولكنه ليس في ديوانه؛ لأنه مفرد، وانظره في الكتاب (٣/ ٣١٣)، والمقتضب (١/ ١٤٣)، وابن يعيش (١/ ٦٤)، والخزانة (١/ ٢٣٥)، والدرر (١/ ١٠١)، والتصريح (٢/ ٢٢٩)، وشرح الأشموني (٣/ ٢٧٣).
(٥) انظر القصيدة كاملة في طبقات النحويين واللغويين للزبيدي (٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>