للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "عنقًا" بفتح العين المهملة وبالنون والقاف، وهو ضرب من سير الدابة، وهو سير مسبطر، و "الفسيح" بفتح الفاء وكسر السين المهملة بعدها الياء آخر الحروف ساكنة وفي آخره حاء مهملة، ومعناه: الواسع منه، ومكان فسيح ومجلس فسيح.

الإعراب:

قوله: "يا ناق" يا حرف نداء، "وناق" بفتح القاف منادى مرخم أصله: يا ناقة، ويجوز فيه ضم القاف؛ كما في: يا حار يجوز الوجهان، وكسر القاف لحن (١)، قوله: "سيري": خطاب للناقة؛ جملة من الفعل والفاعل، و "عنقًا" نصب على أنه ناب عن المصدر أو صفة مصدر محذوف، أي: سيرًا عنقًا، وقوله: "فسيحًا": نعت لعنقًا، قوله: "إلى سليمان": يتعلق بسيري، وأراد به سليمان بن عبد الملك بن مروان.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فنستريحا" حيث جاء منصوبًا؛ لأنه جواب الأمر بالفاء، ولا خلاف في نصب الفعل جوابًا للأمر إلا ما نقل عن العلاء بن سيابة، وهو معلم الفراء أنه كان لا يجيز ذلك، وهو محجوج بثبوته عن العرب؛ كما في البيت المذكور، وله أن يقول: هذا نصب على الضرورة.

فافهم (٢).

الشاهد الثاني والسبعون بعد الألف (٣)، (٤)

رَبِّ وَفِّقْنِي فَلَا أَعْدِلَ عَنْ … سَنَنِ السَّاعِينَ في خَيْرِ سَنَنِ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الرمل.

قوله: "فلا أعدل" أي: فلا أميل عن سنن الساعين، و "السنن" بفتح السين والنون الطريقة، يقال: استقام فلان على سنن واحد، وقال الجوهري: يقال: تنح عن سَنَنِ الطريق وسُنَنِه وسِنَنِه ثلاث لغات (٥).


(١) وذلك لأن فتح القاف يكون على لغة من ينتظر، وضمها على لغة من لا ينتظر. ينظر الترخيم في بابه.
(٢) ينظر الكتاب (٣/ ٣٥)، والمقتضب (٢/ ١٣).
(٣) ابن الناظم (٢٦٦)، وشرح ابن عقيل (٤/ ١٢).
(٤) البيت من بحر الرمل، وقائله مجهول، وفيه دعاء إلى الله لطلب التوفيق منه، وانظره في الدرر (٤/ ٨٠)، وشرح شذور الذهب (٣٩٦)، وشرح قطر الندى (٧٢)، وشرح الأشموني (٣/ ٣٠٢).
(٥) الصحاح مادة: "سنن" وبعده: (وجاءت الريح سَنائِنَ، إذا جاءت على طريقة واحدةٍ لا تختلف).

<<  <  ج: ص:  >  >>