للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه لغوًا فنحو قولك: لما أن جاء، وأما والله أن لو فعلت (١).

الشاهد الرابع والتسعون بعد الألف (٢)، (٣)

ربَّيتُهُ حتى إذا تَمَعْدَدَا … كان جزائي بالعصا أنْ أُجْلَدَا

أقول: لم أقف على اسم راجزه، وبعد الشطر الأول هو قوله:

وصَارَ نَهْدًا كَالحِصَانِ أَجْرَدَا … كَانَ جَزَائِي ................

قوله: "تمعددَا" معناه: غلُظَ وشبَّ، ويقال: تمعدد الرجل إذا تزيَّا بِزِيِّ معد وعيشهم، وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، ومنه قيل للغلام إذا شب وغلظ: تمعدد [وذكره الجوهري في باب (عد) ليدل على أن ميمه زائدة (٤)] (٥).

الإعراب:

قوله: "ربيته": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، و "حتى": حرف ابتداء ابتدئت بعدها الجملة الفعلية الماضية وهي قوله: "إذا تمعددا".

وقال ابن مالك في مثل هذا الموضع: إن حتى جارة وإن إذا في موضع جر بها؛ كما في قوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ﴾ [آل عمران: ١٥٢]، وقد روي ذلك عن الأخفش (٦)، والجمهور على خلافه، وأنها حرف ابتداء، وإذا في موضع نصب بشرطها أو جوابها، وهاهنا قوله: "تمعددا" في موضع الشرط، وقوله: "كان جزائي" في موضع الجواب (٧)، وقوله: "جزائي": كلام إضافي اسم كان، وقوله: "أن أجلدا": خبره، والألف في أجلدا وتمعددا للإطلاق.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "بالعصا أن أجلدا" فإن قوله: بالعصا يتعلق بأجلدا، وأجلدا معمول أن وصلتها،


(١) انظر الكتاب (٣/ ١٥٢).
(٢) توضيح المقاصد (٤/ ١٨٤).
(٣) البيتان من بحر الرجز المشطور غير منسوبين في مراجعهما، وانظرهما في المنصف (١/ ١٢٩)، والمحتسب (٢/ ٣١٠)، وابن يعيش (٩/ ١٥١)، وشرح شافية ابن الحاجب (٢/ ٣٣٦)، والهمع (١/ ٨٨، ١١٢)، والخزانة (٩/ ٤٢٨، ٤٣٠).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٥) الصحاح مادة: "عدد".
(٦) قال ابن مالك في شرح التسهيل (٣/ ٢١٠): "وانفردت إذا بدخول حتى الجارة عليها كقوله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا﴾ [الزمر: ٧١] وأما ما روي عن الأخفش فلم أعثر عليه في معاني القرآن له، وهو في مغني اللبيب (٩٤)، تحقيق: محمد محيي الدين.
(٧) انظر رأي الجمهور والأخفش في "حتى" الداخلة على "إذا" في مغني اللبيب (٩٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>