للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللام؛ حيث يلتوي الرمل ويرق، وإنما خص منقطع الرمل وملتواه؛ لأنهم كانوا لا ينزلون إلَّا في صلابة من الأرض ليكون ذلك أثبت لأوتاد الأبنية وأمكن لحفر النؤي، وإنما تكون الصلابة؛ حيث ينقطع الرمل ويلتوي ويرق، و"الدخول وحومل" بلدان.

الإعراب:

قوله: "قفا": أمر للاثنين وأريد به الواحد لأن من عادتهم أن يخاطبوا الواحد بصيغة الاثنين؛ كما في قوله تعالى: ﴿أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ﴾ [ق: ٢٤] والمخاطب هو مالك خازن النَّار، وقيل معناه: قف قف كرر للتأكيد، وكذلك المراد: ألق ألق، قوله: "نبك": مجزوم لأنه جواب الأمر، قوله: "من ذكرى" أي: لأجل ذكرى حبيب وذكر منزل، وكلمة من للتعليل، والباء في "بسقط اللوى" في محل الجر لأنه صفة المنزل، والتقدير: ومنزل كائن في سقط اللوى، وكذلك محل "بين الدخول" الجر لأنه صفة لسقط اللوى، والتقدير: بسقط اللوى الكائن بين الدخول فحومل.

واستدل الجرمي بقوله: "فحومل" أن الفاء لا تفيد الترتيب في البقاع (١)، وأجيب عن هذا أن الفاء ها هنا بمعنى الواو، والتقدير: بين الدخول وحومل، ولهذا زعم الأصمعيّ أن الصواب روايته بالواو لأنه لا يجوز: جلست بين زيد فعمرو، ويجاب عن هذا بأن المراد بين مواضع الدخول فمواضع حومل؛ كما يجوز: جلست بين العلماء فالزهاد (٢).

وقال بعضهم: الأصل ما بين الدخول، فحذف ما دون بين، والفاء نائبة عن إلى، والتقدير: ما بين الدخول إلى حومل، ومحتاج على هذا القول إلى أن يقال: وصحت إضافة بين إلى الدخول لاشتماله على مواضع، أو لأن التقدير: بين مواضع الدخول، وكون الفاء للغاية بمنزلة "إلى" غريب (٣).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "نبك" فإنَّه جواب الأمر فلذلك جزم؛ لأنه قد علم أن جواب غير النفي إذا خلا من الفاء وقصد الجزاء أن يجزم؛ لأنه جواب شرط دل عليه الطلب المذكور لقربه من الطلب،


(١) انظر رأي الجرمي في مغني اللبيب (الفاء المفردة) (١٦١)، تحقيق: محمَّد محيي الدين عبد الحميد، ونصه: "أن الفاء لا تفيد الترتيب في البقاع ولا في الأمطار".
(٢) انظر رأي الأصمعيّ في أوضح المسالك لابن هشام (أول باب عطف النسق)، وكذلك في المغني (الفاء المفردة).
(٣) انظر نص هذا الرأي مسندًا للبغداديين في المغني لابن هشام: (الفاء المفردة) (١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>