للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ذلك لم يلتزم فيها ما التزم في الشرطية (١).

الشاهد الثالث والأربعون بعد المائة والألف (٢)، (٣)

وَلَوْ أَنَّ حيًّا فائِتُ المَوْتِ فَاتَهُ … أخو الحَرْبِ فَوْقَ الْقَارِحِ العَدوَانِ

أقول: قائله هو صخر بن عمرو (٤)، وهو من قصيدة من الطويل، وأولها هو قوله (٥):

١ - أرَى أمَّ صَخْرٍ مَا تَمَلُّ عِيَادَتِي … ومَلَّتْ سُلَيمَى مَضْجَعِي ومَكَانِي

٢ - ومَا كُنتُ أَخْشَى أَنْ أَكُونَ جِنَازَةً … عَلَيك ومَنْ يَغتَرُّ بالحَدَثَانِ

٣ - لعَمرِي لقَدْ نَبَّهتِ مَنْ كَانَ نَائِمًا … وأسْمَعتِ مَنْ كَانَتْ لهُ أُذُنَانِ

٤ - أَهُمُّ بأمْرِ الحَزْمِ لَوْ أَستَطِيعُهُ … وقَدْ حِيلَ بَينَ العَيرِ والنَّزَوَانِ

٥ - فأيُّ امرِئٍ سَاوَى بِأُمِّ حَلِيلَةٍ … فلا عَاشَ إلا في شَقَى وهَوَانِ

٦ - وحَيٍّ حَرِيدٍ قَدْ صَبَحْتُ بغارة … كَرِجْلِ جَرَاد أوْ دَبَا كُتُفَانِ

٧ - ولو أن حيًّا ............. … ............................. إلخ

٢ - قوله: "جنازة " بكسر الجيم؛ اسم السرير الذي يحمل عليه الميت.


(١) الذي رد على ابن هشام هو الدماميني حيث يقول: "هوَّل المصنف بقصور نظر هؤلاء الأئمة، وتبجّج بالاهتداء إلى ما لم يهتدوا إليه، ثم إن ما اهتدى إليه دونهم ليس بشيء، وذلك أن "لو" في هذه الآية ليست مما الكلام فيه، لأنها مصدرية أو للتمني، والكلام إنما هو في "لو" الشرطية .. الخزانة (١١/ ٣٠٥).
(٢) ابن الناظم (٧١٣) بتحقيق: عبد الحميد السيد.
(٣) البيت من بحر الطويل لصخر بن عمرو أخي الخنساء، من قصيدة قالها ردًّا على امرأته التي ملت طول مرضه، حيث قالت لسائلة عنه: كيف بعلك؟ فقالت: لا حي فيرجى، ولا ميت فينعى، لعينًا منه الأمرين، وانظر بيت الشاهد في شرح الكافية الشافية لابن مالك (١٦٣٨) واللسان (عدا)، وتذكرة النحاة (٧٣)، وشرح الأشموني (٤/ ٤٢)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١٠٤٢).
(٤) صخر بن عمر بن الحارث بن الشريد الرياحي السلمي، من بني سليم بن منصور، من قيس عيلان: أخو الخنساء الشاعرة، كان من فرسان بني سليم وغزاتهم، جرح في غزوة له علي بني أسد بن خزيمة، ومرض قريبًا من الحول، وله في ذلك أبيات أولها:
(أرى أم صخر لا تمل عيادتي … وملت سليمى مضجعي ومكاني)
وسليمي زوجته، ثم نتأت قطعة من جنبه، فأزيلت، فمات، ولأخته (الخنساء) شعر كثير في رثائه ورثاء أخيه معاوية المقتول قبله، ومما قالت فيه:
(وإنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ … كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأسِهِ نَارٌ)
وتوفي نحو سنة عشرة قبل الهجرة الشريفة، انظر الأعلام (٣/ ٣٠١)، والخزانة (١/ ٤٣٥)، والشعر والشعراء (٣٤٥).
(٥) انظر الأبيات في الأغاني (١٥/ ٧٨)، وخزانة الأدب (١/ ٤٣٦)، والشعر والشعراء (٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>