للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الرابع والأربعون بعد المائة والألف (١)، (٢)

لو يسمعونَ كما سَمِعْتُ حَدِيثَهَا … خَرُّوا لِعَزَّةَ رُكَّعًا وَسُجُودًا

أقول: قائله هو كثير عزة، وقد ذكر في شرح ابن عقيل قبله بيت آخر، وهو قوله (٣):

١ - رُهْبَانُ مَدْيَنَ والذينَ عَهِدْتُهُم … يَبْكُونَ مِنْ حَذَرِ العَذَابِ قُعُودًا

وهما من الكامل.

١ - و "الرهبان": جمع راهب، و "مدين": بلدة مشهورة بساحل بحر الطور.

٢ - وقوله: "خروا": من الخرور وهو السقوط، و "عزة": اسم محبوبة كثير التي كان يتشبب بها، و "الركع" بضم الراء، جمع راكع، و "السجود" بضم السين، جمع ساجد.

الإعراب:

قوله: "لو يسمعون" كلمة لو للشرط، ويسمعون: جملة من الفعل والفاعل، فعل الشرط، وقوله: "كما سمعت" الكاف للتشبيه، وما مصدرية، وسمعت: جملة من الفعل والفاعل، و "حديثها": كلام إضافي مفعوله، والتقدير: كسماعي حديثها، والضمير يرجع إلى عزة المذكورة في البيت السابق، قوله: "خروا": جملة من الفعل والفاعل وقعت جوابًا للو، قوله: "لعزة" يتعلق بخروا، وكان القياس أن يقال: خروا لها، ولكنه ذكرها بالتصريح للاستلذاذ ولإقامة الوزن، قوله: "ركعًا": حال من الضمير في: "خروا"، و "سجودًا " كذلك حال.

الاستشهاد فيه:

على أن المضارع هو الذي وقع بعد "لو" وصرف معناه إلى المضي؛ لأن الغالب دخول "لو" التي للتعليق على الفعل الماضي الذي هو مبني؛ ألا ترى أنه إذا دخل على الفعل المضارع لا يعمل فيه شيئًا (٤).


(١) ينظر ابن الناظم (٢٧٨)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٨١)، وشرح ابن عقيل (٤/ ٥١).
(٢) البيت من بحر الكامل، من مقطوعة عدتها سبعة أبيات في الغزل، وهي لكثير عزة في ديوانه (٤٤١)، تحقيق: د. حسين نصار، وانظر بيت الشاهد في الخصائص (١/ ٢٧)، واللسان: "كلم"، والجنى الداني (٢٨٣)، وشرح الأشموني (٤/ ٤٢).
(٣) ينظر ديوان كثير (٤٤١)، تحقيق: د. حسين نصار، وأيضًا ديوانه (٧٦)، بشرح: مجيد طراد، وشرح ابن عقيل (٤/ ٥١).
(٤) قال ابن مالك في شان "لو" الامتناعية ودخولها على المضارع: =

<<  <  ج: ص:  >  >>