للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد السادس والخمسون بعد المائة والألف (١)، (٢)

الآن بعدَ لَجَاجَتِي تلْحُونَنِي … هَلَّا التقدُّمُ والقُلُوبُ صِحَاحُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الكامل.

قوله: "بعد لجاجتي" أي: بعد غضبي، من لججت ألج من باب علم يعلم، والمعنى: أنكم تلومونني بعد أن وقع بيني وبينه، فهلا كان ذلك والقلوب عامرة ليس فيها غضب، قوله: "تلحونني": من لحيت الرجل ألحاه لحيًا إذا لمته فهو ملحي، قوله: "صحاح" جمع صحيح.

الإعراب:

قوله: "ألآن" بفتح الهمزة واللام والنون، وأصله: ألآن، حذفت الهمزة وأعطيت حركتها لما قبلها، وهو نصب على الظرف (٣)، وكذلك: "بعد" نصب على الظرف مضاف إلى اللجاجة الذي هو مصدر، وهو مضاف إلى ياء المتكلم إضافة المصدر إلى فاعله، والتقدير: الآن تلحونني بعد لجاجتي، وقوله: "تلحونني": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وهو العامل في الظرفين، قوله: "والقلوب": مبتدأ، و"صحاح": خبره، والجملة حالية.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "هلَّا التقدم" حيث حذف الفعل بعد حرف التحضيض؛ لأن التقدير فيه: هلا كان التقدم باللَّحْي؛ وذلك لأن التحضيض لا يدخل إلا على الفعل، وارتفاع التقدم بكان المقدرة (٤).

الشاهد السابع والخمسون بعد المائة والألف (٥)، (٦)

أتيتَ بعبدِ الله في القِدِّ مُوثَقًا … فهلَّا سعيدًا ذا الخيانة والغدْرِ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطويل.


(١) ابن الناظم (٢٨٠).
(٢) البيت من بحر الكامل ولم ينسب في مراجعه إلى أحد، وهو في الجنى الداني (٦١٤)، ورصف المباني (٤٠٨)، ومجالس ثعلب (٧٥)، ومعاني القرآن للفراء (١/ ١٩٨).
(٣) قوله: "ألان" بفتح الهمزة واللام والنون وأصله الآن، حذفت الهمزة .. الخ" كل هذا لا داعي له، فالبيت من بحر الكامل، ويتكسر بالضبط الذي ذكره الشارح، وجب نطقه بالهمز وسكون اللام ثم الهمز.
(٤) ينظر الجنى الداني (٦١٣).
(٥) ابن الناظم (٢٨٠).
(٦) البيت من بحر الطويل، وهو لقائل مجهول، وانظره في معاني القرآن للفراء (١/ ١٩٦)، وشرح الكافية الشافية (٦٧٣)، وشرح التسهيل للمرادي (٥/ ٤١٣)، وشرح الأشموني (٤/ ٥١).

<<  <  ج: ص:  >  >>