للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو من الطويل.

١ - قوله: "فلَنْ تَذكُرُوا جرَّ الفُقَيمِيِّ غَالِبًا " بالجيم وتشديد الراء؛ مصدر مضاف إلى فاعله، وغالبًا مفعوله، وهو أبو الفرزدق، وكان بين الفقيمي وغالب أمور كثيرة، وكان الفقيمي قد أنزله وأرجله وأذله، يعرض به جرير للفرزدق ما جعل لأبيه من الإهانة والذلة.

٢ - قوله: "عقر النيب": من عقرت الناقة إذا عرقبتها لئلا تبرح لما يرام من نحرها، و "النيب" بكسر النون وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره باء موحدة، وهو جمع ناب، وهي الناقة التي نصفت سنها، وهي أحمد ما يكون لكثرة رسلها وتتابع نسلها.

وقال الجوهري (١): "النابُ: "المُسنَّةُ من النُّوقِ، والجمع: النّيب وهو فُعْل كأسد وأُسْد، وإنما كسروا النون لتسلم الياء، والتصغير: نُيُيْبٌ، ويقال: سميت لطول نابها فهي كالصفة؛ فلذلك لم تدخلها الهاء لأن الهاء لا تلحق تصغير الصفات، تقول: نِيَّبَتِ الناقة، أي: صارت هَرِمَة، ولا يقال للجمل ناب، وقال سيبويه: من العرب من يقول في تصغير ناب: نويب، فيجيء بالواو لأن هذه الألف يكثر انقلابها من الواو (٢).

وقال ابن السراج: هذا غلط منه (٣).

قلت: ظاهر كلام الجوهري أن ابن السراج هو الذي غلط سيبويه وليس كذلك، بل المراد أن الغلط من العرب الذين يقولون ذلك، والتغليط من سيبويه لهؤلاء، فحكى ابن السراج كلام سيبويه مع تغليطه كلامهم لا أنه غلّط سيبويه (٤).

وحاصل المعنى: أن جريرًا قصد الذم من كلامه هذا، فزعم أنهم إنما يعقرون النيب لأنها نِيبَتْ وأسنت فلا يرجون نسلها ولا رسلها.

٣ - قوله: "بني ضوطرى" بفتح الضاد المعجمة وسكون الواو وفتح الطاء والراء المهملتين، والضوطر والضيطر والضوطرى: الضخم الذي لا غناء عنده، وقال ابن يسعون في شرح أبيات


(١) الصحاح مادة: "نيب"، وآخر كلام الجوهري: "قوله" وقال ابن السراج: "هذا غلط منه".
(٢) الصحاح مادة: "نيب"، وينظر ابن السراج (٣/ ٣٨).
(٣) ينظر الأصول (٣/ ٣٨)، وهامش الصحاح مادة: "نيب".
(٤) وقال سيبويه: "هذا باب تحقير ما كانت الألف بدلًا من عينه إن كانت بدلًا من واو ثم حقرته رددت الواو، وإن كانت بدلًا من ياء رددت الياء؛ كما أنك لو كسّرته رددت الواو إن كانت عينه واوًا، والياء إن كانت عينه ياء، وذلك قولك في: باب بويب؛ كما تقول: أبواب وناب نييب؛ كما تقول أنياب وأنيب، فإذا حقرت ناب الإبل فكذلك لأنك تقول: أنياب .... ومن العرب من يقول في ناب: نويب، فيجيء بالواو لأن هذه الألف مبدلة من الواو أكثر، وهو غلط منهم". الكتاب (٣/ ٤٦١، ٤٦٢)، وانظر الأصول لابن السراج (٣/ ٣٨)، وهامش الصحاح مادة: "نيب".

<<  <  ج: ص:  >  >>