للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن يسعون: يجوز عندي أن يكون الفعل المراد بعد لولا تعدون لتقدم ذكره، والتقدير: هلا تعدون قتل الكمي المقنع أفضل مجدكم؛ فحذف المضاف لأنه لا يُشْكل لتقدم ذكره، وقال ابن مالك: التقدير: لولا تعدون عقر الكمي أو قتله؛ فحذف الفعل المضاف وأقام المضاف إليه مقامه (١).

الشاهد التاسع والخمسون بعد المائة والألف (٢)، (٣)

ونُبِّئْتُ لَيلَى أَرسَلَتْ بشَفَاعةٍ … إليّ فَهَلَّا نَفسُ لَيلَى شَفِيعُهَا

أقول: قد مر الكلام فيه مستوفى في شواهد الإضافة، وفي شواهد لو -أيضًا- عن قريب (٤).

الاستشهاد فيه هاهنا:

على حذف الفعل بعد هلَّا التي للتحضيض، والتقدير: فهلا كان الشأن نفس ليلى شفيعها، وقال أبو حيان: قد تأول أصحابنا هذا البيت على أن نفسًا فاعل بفعل محذوف، والتقدير: فهلَّا شفعت نفس ليلى، ويكون شفيعها خبر مبتدأ محذوف؛ التقدير: هي شفيعها، أي: نفسها شفيعها، وتأوله أبو بكر بن طاهر على إضمار كان التي يضمر فيها الأمر والشأن، وتكون الجملة في موضع نصب خبرها (٥)، وذهب بعض النحويين إلى جواز مجيء جملة الابتداء بعد هذه الحروف مستدلًا بهذا البيت (٦)، واللَّه أعلم.

* * *


= المراد بعد لولا، وتقديره: لولا تلقون الكمي، أو تبادرون، أو نحو ذلك إلا أن الفعل حذف بعدها لدلالتها عليه".
كتاب الشعر (٥٧)، وينظر المسائل العسكريات (١١١، ١١٢).
(١) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٤/ ١١٤)، وزاد على ما ذكره العيني: "اعتمادًا على دلالة الكلام".
(٢) ابن الناظم (٢٨٠)، وتوضيح المقاصد (٤/ ٢٩٠).
(٣) البيت من بحر الطويل، وقد اختلف في قائله على ما ذكره الشارح، وانظر بيت الشاهد في المغني (٧٤)، وشرح شواهد المغني (٢٢١)، والخزانة (٣/ ٦٠)، والدرر (٥/ ١٠٦)، والأغاني (١١/ ٣١٤)، وتخليص الشواهد (٣٢٠)، وشرح التصريح (٢/ ٤١)، والحماسة للمرزوقي (١٢٢٠)، وشرح الأشموني (٢/ ٢٥٩).
(٤) ينظر الشاهد رقم (٦٥٣، ١١٤٠).
(٥) ينظر شرح التسهيل للمرادي (٣/ ٤١٦)، والتذييل والتكميل (٥/ ١٩٢).
(٦) منهم ابن جني في إعراب الحماسة، ذكره في الخزانة (١/ ٤٦٣) وابن مالك في شرحه للتسهيل إلا أنه جعله شاذًّا يقول: "وقد تلي حروف التحضيض جملة اسمية كقول الشاعر (البيت) وهو شاذ نادر، ويمكن تخريجه على إضمار كان الشأنية وجعل الجملة المذكورة خبرها، والتقدير: فهلا كان الأمر والشأن نفس ليلى شفيعها" شرح التسهيل (٤/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>