للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي من الكامل.

٤ - قوله: "فيها" أي: في الركاب، قوله: "حلوبة" بفتح الحاء المهملة وضم اللام وسكون الواو وفتح الباء الموحدة، وهي ما تحلب، وكذلك: الحلوب، وإنما جاء بالهاء، لأنك تريد الشيء الذي يحلب؛ أي الشيء الذي اتخذوه ليحلبوه، وليس لتكثير الفعل، وكذلك القول في الركوبة والقتوبة وأشباههما، وهو بالقاف والتاء الثناة من فوق، وهي الإبل التي تقتبها بالقتب، وفي الحديث: "لا صدقة في الإبل المقتوبة"، والمعنى: ليس في الإبل العوامل صدقة، إنما الصدقة في السوائم، ويروى: خلية بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وتشديد الياء آخر الحروف، وهي الناقة تعطف مع أخرى على ولد واحد فيدران عليه ويتخلى أهل البيت بواحدة يحلبونها.

قوله: "كخافية الغراب" بالخاء المعجمة، ويجمع على: خوافٍ، قال الأصمعي: هو ما دون الريشات العشر من مقدم الجناح، قوله: "الأسحم" بالحاء المهملة؛ أي: الأسود؛ من السحمة وهي السواد.

الإعراب:

قوله: "فيها اثنتان" مبتدأ وخبر، وقوله: "حلوبة": نصب [على التمييز، قوله: "سودًا": بضم السين جمع سوداء] (١) نصب على أنه صفة لحلوبة، قوله: "كخافية" الكاف للتشبيه، والخافية مجرورة بها، وهي مضافة إلى الغراب، قوله: "الأسحم" بالجر صفة للغراب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "سودًا" فإنها وقعت نعتًا لقوله: "حلوبة"، وروعي فيها اللفظ، ويجوز في هذا الباب رعاية اللفظ ورعاية المعنى، تقول: عندي عشرون درهمًا وازنًا على اللفظ، وعشرون درهمًا وازنة على المعنى (٢).


(١) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٢) قال ابن يعيش: "وذلك أنه جاء في التمييز: سودًا وهو جمع لأن الصفة والموصوف شيء واحد". ينظر ابن يعيش (٦/ ٢٤، ٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>