للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "كأن" من الحروف المشبهة بالفعل وضعت للتشبيه، وقوله: "لون أرضه": كلام إضافي اسمه، قوله: "سماؤه" بالرفع خبره، وقد قلنا إنه من عكس التشبيه، والتقدير: كأن لون سمائه لون أرضه.

الاستشهاد فيه:

في ثبوت صلة الضمير في قوله: "أرجاؤه وسماؤه" وهي الواو التي تلفظ بعد الهاء، وذلك لأجل الضرورة في الوزن، وإلا فالأصل في الوقف على هاء الضمير إذا كانت مضمومة (١)، أو مكسورة أن تحذف صلتها؛ كما قد علم في موضعه.

الشاهد الثالث والثلاثون بعد المائتين والألف (٢)، (٣)

واللَّهَ أَنْجَال بِكفَّيْ مَسْلَمَتْ … .............................

أقول: لم أقف على اسم قائله، وبعده (٤):

............................ … مِنْ بَعْدِ مَا وبعدِ ما وبعْدمَتْ

صَارَتْ نُفُوسُ القَوْمِ عند الغَلْصَمَتْ … وَكَادَتِ الحُرَّةُ أن تُدْعَى أَمَتْ

قوله: "بعدمت" أي: بعد ما، فأبدل من الألف هاء، ثم أبدل الهاء تاء لتوافق بقية القوافي، و "الغلصمت": رأس الحلقوم، وهو الموضع الناتئ في الحلق.

الإعراب:

قوله: "واللَّه": مبتدأ، و "أنجاك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول في محل الرفع على الخبرية، والباء في "بكفي" يتعلق بها.


(١) في (ب): "إذا كانت مفتوحة أو مكسورة" والصحيح ما أثبته. ينظر أوضح المسالك (٤/ ٣٤٥).
(٢) أوضح المسالك (٤/ ٣٥٣).
(٣) بيت من الرجز المشطور؛ لأبي النجم العجلي، وهو أول أربعة أبيات، يذكر أن اللَّه نجاه من حرب شديدة كادت تقضي على كل شيء بسبب هذا القائد مسلمة، وانظر بيت الشاهد في سر الصناعة (١/ ١٦٠)، وشرح الشافية (٢/ ٢٨٩)، وابن يعيش (٥/ ٨٩)، والتذييل والتكميل لأبي حيان: الجزء السادس، مخطوط، باب الإبدال، والتصريح (٢/ ٣٤٤)، والخزانة (٤/ ١٧٧)، ورصف المباني (١٦٢)، والدرر (٦/ ٢٣٠)، والتاء وأثرها في بنية الكلمة العربية (١٩٩)، د. أحمد السوداني، أولى (٢٠٠٤ م).
(٤) انظر الأبيات الأربعة في ديوان أبي النجم العجلي (٧٦)، بتحقيق: علاء الدين أغا، الرياض (١٩٨٠ م).

<<  <  ج: ص:  >  >>