للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الثاني والخمسون بعد المائتين والألف (١)، (٢)

وكَأَنَّهَا تفّاحَةٌ مَطْيُوبَةٌ … ............................

أقول: قائله شاعر تميمي (٣)، وتمامه (٤):

المعنى ظاهر.

الإعراب:

قوله: "وكأنها" الواو للعطف على ما قبله، والضمير يرجع إلى الخمر، و "تفاحة": خبر كأن، و "مطيوبة": صفتها.

والاستشهاد فيه:

في قوله: "مطيوبة" حيث أخرجه الشاعر عن الأصل، والقياس فيه: مطيبة؛ كما في مبيوع، فإنه يقال فيه: مبيع بالإعلال على ما بين في موضعه (٥).

الشاهد الثالث والخمسون بعد المائتين والألف (٦)، (٧)

قَدْ كَانَ قَوْمُكَ يَحْسبُونَكَ سيِّدًا … وأخالُ أنكَ سيدٌ معْيُونُ

أقول: قائله هو العباس بن مرداس، وكان فارسًا سيدًا، وقيل: إن أمه الخنساء، وهذا قول


(١) ابن الناظم (٨٦٢)، وتوضيح المقاصد (٦/ ٦٨).
(٢) صدر بيت من بحر الكامل مجهول القائل، والعجز، وهو في وصف الخمر، وانظره في المقتضب (١/ ١٠١)، والخصائص (١/ ٢٦١)، وابن يعيش (١٠/ ١٠)، وشرح الأشموني (٤/ ٣٢٤).
(٣) هو شاعر تميمي لم أجد من عينه.
(٤) فراغ في نسخ العيني، وفي نسخته التي على هامش الخزانة.
(٥) مما يعل بالنقل والحذف صيغة: "مفعول"، ويجب في ذوات الياء مما هو نحو: "مبيع" الحذف وقلب الضمة كسرة لئلا تقلب الياء واوًا فتلتبس ذوات الياء بذوات الواو، فأصل: مبيع: مبيوع نقلت حركة العين إلى ما قبلها فالتقى ساكنان فحذفت واو مفعول عند سيبويه، ثم كسر ما قبل الياء لئلا ينقلب واوًا فيلتبس بالواوي وحذفت عين الكلمة عند الأخفش ثم قلبت الضمة كسرة لتقلب الواو ياء لئلا يلتبس بالراوي، ومذهب سيبويه أولى؛ لأن التقاء الساكنين إنما يحصل عند الثاني، ولأن قلب الضمة إلى الكسرة خلاف قياسهم، وبنو تميم يصححون اليائي دون الراوي؛ لأن الياء أخف عليهم من الواو وذلك مطرد عندهم، ومنه شاهدنا، ومثله قول العباس بن مرداس:
قد كان قومك يحسبونك سيدًا … وإخال أنك سيد معيون
وكان القياس فيه أن يقول: معين، ولكنه أتى به "معيون" على الأصل. ينظر شرح التصريح بمضمون التوضيح (٢/ ٣٩٥).
(٦) ابن الناظم (٨٦٢).
(٧) البيت من بحر الكامل، من مقطوعة للعباس بن مرداس السلمي، يحذر فيها من الظلم والظالمين، حيث نهب من =

<<  <  ج: ص:  >  >>