للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: "لا تحبسنا": من الحبس، وفي رواية الجوهري: لا تحبسانا، ثم قال: وربما خاطبتْ العربُ الواحد بلفظ الاثنين؛ كما قال سويد (١) بن كراع العكلي (٢):

فإن تَزجُرَاني يا ابنَ عَفَّانَ أنزَجر … وإن تدَعَاني أَحمِ عِرضَا ممنعًا

يعني: لا تحبسنا عن شيّ اللحم بأن تقلع أصول الشجر بل تأخذ ما تيسر من قضبانه وعيدانه وأسرع لنا في الشيّ، قوله: "واجدز" أصله: جزّ بالجيم والزاي المشددة؛ من جززت الصوف ونحوه، ثم نقل إلى باب الافتعال، فصار: اجتز، ثم قلبت التاء دالًا فصار: اجدز.

و"الشيح" بكسر الشين المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره حاء مهملة، وهو نبت مشهور يقال له بالفارسية: درمنه، وبالتركية: يوشان.

الإعراب:

قوله: "فقلت": جملة من الفعل والفاعل، و"لصاحبي": يتعلق بها، وقوله: "لا تحبسنا": مقول القول، قوله: "بنزع" يتعلق به، والضمير في: "أصوله" يرجع إلى الكلأ، قوله: "واجدز": أمر من جز يجز كما ذكرنا، وفاعله مستتر فيه، وقوله: "شيحَا" مفعوله.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "واجدز" فإن أصله: اجتز، فقلبت التاء دالًا؛ كما ذكرنا (٣).


(١) شاعر فارس مقدم من شعراء الدولة الأموية، وكان في آخر أيام جرير والفرزدق، وكان شاعرا محكمًا، وكان ذا رأي في بني عك.
(٢) البيت من بحر الطويل، وقد نسبه الشارح لقائله، وهو في اللسان، والصحاح مادة: "جزز"، قال ابن منظور: "أَنشد ثعلب والكسائِي ليزيد بن الطثرِية (البيت) ويروى: واجدز، وذكر الجوهري أَن البيت ليزيد بن الِطثرية وذكره ابن سيده ولم ينسبه لأحد بل قال: وأنشد ثعلب قال ابن بري: ليس هو ليزيد وإنما هو لمُضَرِّسِ بن رِبعي الأسدي وقبله:
وفتيان شَوَيْتُ لهم شِواء .... سريعَ الشيِّ كنت به نجِيحَا
فَطِرتُ بِمُنصُلٍ في يَعمَلاتٍ … دَوامي الأَيدِ يخبطنَ السريحَا".
(٣) قال ابن عصفور: "وقد قلبت تاء افتعل دالًا بغير اطراد مع الجيم في: اجتمعوا، واجتز، فقالوا: اجدمعوا، واجدز والأكثر التاء، قال: (البيت) يريد: اجتمعوا واجتز، ولا يقاس على ذلك … " الممتع (٣٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>