للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العواقب" كلام إضافي مفعوله، والباء في: "بما تهواه" للسببية؛ أي: بسبب ما تهواه؛ أي تحبه، وكلمة "ما" تصلح أن تكون موصولة، و "تهواه" جملة من الفعل والفاعل والمفعول صلتها، ويصلح أن تكون مصدرية، والمعنى: إذا نسيت ذكر العواقب بسبب هواك.

فإن قلت: "إذا" ها هنا تضمنت معنى الشرط فأين جوابه؟

قلت: مقدر محذوف لدلالة السياق عليه، تقديره: إذا نسيت ذكر العواقب بسبب هواك ما أنت باليقظان ناظره، والعامل في "إذا" إما شرطها وإما ما في جوابها من الفعل (١) أو شبهه على الاختلاف المشهور بين القوم (٢).

الاستشهاد فيه:

في قوله: "ما أنت باليقظان" فإنَّه انصرف لوجود الألف والسلام وانجر بالكسرة، وأن الألف والسلام فيه موصولة التي تدخل على اسمي (٣) الفاعل والمفعول (٤).

الشاهد السادس والثلاثون (٥)، (٦)

رأَيتُ الوَليدَ بنَ اليزيدَ مُبَاركًا … شديدًا بأحنَاء الخلافَة كاهلُه

أقول: قائله وابن ميادة، واسمه الرَّمَّاح بن أبرد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة، كذا قاله ابن بكار (٧).


(١) في (أ): من فعل.
(٢) ذهب الجمهور إلى أن "إذا" الشّرطيّة مضافة للجملة التي بعدها، واختلف في العامل في "إذا"؛ فذهب الجمهور إلى أن العامل فيها جواب الشرط من فعل أو شبهه. وهو قول الأكثرين ورد هذا القول، وذهب المحققون إلى أن العامل فيها شرطها فتكون بمنزلة أيان ومتى وحيثما، قال المرادي: "وذهب الجمهور إلى أن "إذا" مضافة للجملة التي بعدها، والعامل فيها الجواب، وذهب بعض النحويين إلى أنها ليست مضافة إلى الجملة، بل هي محمولة للفعل الذي بعدها لا لفعل الجواب". الجنى الداني (٣٦٩)، وينظر ارتشاف الضرب لأبي حيان (٢/ ٥٤٩)، ومغني اللبيب (٩٦) وما بعدها.
(٣) في (أ): على اسم الفاعل والمفعول.
(٤) قال ابن مالك: "وتنوب الفتحة عن الكسرة في جر ما لا ينصرف، إلَّا أن يضاف أو يصحب الألف والسلام أو بدلها" شرح التسهيل (١/ ٤١) يعني أن الاسم الممنوع من الصرف إذا أضيف، أو صحبته الألف واللام المعرفة أو الزائدة أو الموصولة وجب جره بالكسرة كالبيت المذكور.
(٥) توضيح المقاصد (١/ ١٠٧).
(٦) البيت من بحر الطَّويل لابن ميادة، وانظره في سر الصناعة (٢/ ٤٥١)، وخزانة الأدب (٢/ ٢٢٦)، والإنصاف (١/ ٣١٧) والهمع (١/ ٢٤)، وشرح الأشموني (١/ ٨٥).
(٧) هو عبد الرحمن بن بدر بن بكار النابلسي، شاعر له مدائح في الناصر الأيوبي وأولاده، توفي بدمشق سنة (٦١٩ هـ) الأعلام (٣/ ٣٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>