للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد وهو من قصيدة طويلة، وأولها (١):

١ - لا حبَّذَا أَنْتِ يَا صَنْعَاءُ مِنْ بَلَدٍ … ولا شَعُوبُ هوًى منِّي ولا نُقُمُ

٢ - ولنْ أُحِبَّ بِلادًا قد رَأَيْتُ بِهَا … عَنْسًا ولا بَلَدًا حَلَّتْ بهِ قُدُمُ

٣ - إذا سقَى اللهُ أَرْضًا صَوْبَ غَادِيَةٍ … فلا سقاهنَّ إلا النَّارَ تَضْطَرِمُ

٤ - وحبذا حينَ تُمْسِي الريحُ بَارِدَةً … وادِي أُشَيَّ وفتيانٌ بهِ هُضُمُ

٥ - الحَامِلُونَ إِذَا مَا جَرَّ غيرُهُمُ … على العشيرَةِ والكافونَ ما جَرَمُوا

٦ - والمطعِمُونَ إِذَا ما هَبَّتْ شآمِيَةٌ … وباكر الحي مِنْ صُرَّادِهَا صِرَمُ

٧ - وشَتْوَةٍ فلَّلُوا أَنْيَابَ لزبتها … عنهم إذا كَلَحَتْ أنيابُها الأُزُمُ

٨ - حتى انْجلَى حَدُّهَا عنهم وجارهم … بِنَجْوَةٍ منْ حِذَارِ الشرِّ مُعْتَصِمُ

٩ - هُمُ البُحُورُ عَطَاءً حينَ تسأَلُهُمْ … وفي اللقاءِ إذَا تَلْقَى بهم بُهَمُ

١٠ - وَهُمْ إذا الخيلُ حَالُوا في كواثِبِهَا … فَوَارِسُ الخيلِ لا مِيلُ ولا قَزَمُ

١١ - لَمْ أَلْقَ بعدهم حيًّا فأخْبِرَهُمْ … إلَّا يَزِيدُهمْ حُبًّا إِلَيَّ هُمُ

١٢ - كمْ فيهمْ مِنْ فتًى حُلْوٌ شَمائِلُهُ … جَم الرَّمَادِ إذا ما أخمدَ البرمُ

١٣ - تحبّ زوجاتِ أقوامٍ حلايلَهُ … إذا الأنوفُ امتَرَى مكنُونَهَا الشَّبَمُ

١٤ - تَرَى الأرامِلَ والهلاكَ تتبعُهُ … يستنُّ منه عليهم وابلٌ رَذِمُ

١٥ - كَأَنَّ أَصْحَابَهُ بالقفرِ يَمْطُرُهُمْ … من مستجيرٍ غزيرٍ صوبُهُ دِيَمُ

١٦ - غَمْرُ النَّدَى لا يَبِيتُ الحقّ يَثمُدُهُ … إلا غدا وهو سَامِيَ الطرف مُبْتَسِمُ

١٧ - إلى المكارمِ يَبْنِيهَا وَيَعْمُرُهَا … حتى ينال أمورًا دونها قُحَمُ

١٨ - تشقى بهِ كلُّ مِزبَاعٍ مُودَّعَةٍ … عرفاءَ يَشْتُو عليها تَامِكٌ سَنِمُ

١٩ - من العَقَائِلِ لا يَدْعُو لِميْسِرِها … ولا يشحُ عليها حينَ تَقتَسِمُ

٢٠ - تَرَى الجِفَانَ منَ الشِّيْزَى مُكلَّلَةً … قدامَهُ زَانَهَا التشْرِيفُ والكرَمُ

٢١ - يَنُوبُهَا النَّاسُ أَفْوَاجًا إذَا نَهِلُوا … عَلُّوا كَمَا عَلَّ بعد النَّهْلَةِ النَّعَمُ

٢٢ - زَارَتْ رُوَيْقَةُ شُعْثًا بعدَمَا هجعُوا … لدَى النَّوَاحِلِ في أَرْسَاغِهَا الخَدَمُ

٢٣ - فقمتُ للزَّوْرِ مُرْتَاعًا وأَرَّقَنِي … فقلتُ أهي سرت أم عادني حُلُمُ


(١) القصيدة في شرح شواهد المغني (١٣٤) وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>