للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد الرابع والثمانون (١) , (٢)

أَنا ابْنُ مُزَيقِيا عَمْرٍو وَجَدِّي … أَبُوهُ مُنْذِر مَاء السَّمَاء

أقول: قائله هو أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم، وهو قوقل بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس البطريق بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد الخزرجي الأنصاري أخو عُبَادة بن الصامت، شهد بدرًا، والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ وهو الذي ظاهر من امرأته ووطئها قبل أن يُكَفِّرَ، فأمره رسول الله ﷺ أن يُكَفِّرَ بخمسة عشر صاعًا من شعير على ستين مسكينًا (٣).

وهو من بحر الوافر وفيه القطف والعصب.

قوله: "مزيقيا" بضم الميم وفتح الزاي المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وكسر القاف وتخفيف الياء الأخرى، وهو لقب عمرو، وكان من ملوك اليمن، وكان يلبس كل يوم حلتين، فإذا أمسى مَزَّقَهُما؛ كراهة أن يَلْبِسَهُمَا ثَانِيًا وأن يَلْبِسَهُمَا غَيْرُهُ فلقب بذلك، ويقال: إنما قيل له مزيقيا؛ لأن أجل حائك كان باليمن يحوك له حلة لا يكملها إلا في عام، فإذا لبسها يوم زينته، أول لبسة مزقها كبرًا كي لا يلبسها غيره، وأبوه عامر هو الذي خرج من اليمن لما أحس بسيل العرم (٤)، وكان قومه إذا أجدبوا مانهم (٥) حتى يخصبوا، فلقب ماء السماء؛ لأنه يتوب عنه، وإنما قيل ثعلبة العنقاء لطول عنقه، حكاه ابن دريد (٦).

الإعراب:

قوله: "أنا": مبتدأ، وقوله: "ابن مزيقيا": خبره، وقوله: "عمرو" بالجر: بدل من مزيقيا، والأصل فيه: أنا ابن عمرو مزيقيا. قوله: "وجدي": مبتدأ، وأراد به أجداده (٧) من الأم،


(١) أوضح المسالك لابن هشام (١/ ٩٠).
(٢) البيت من بحر الوافر، لأوس بن الصامت في مراجعه كما ذكر العيني، وانظره في: شرح التصريح (١/ ١٢١)، وحاشية الصبان (١/ ١٢٨)، والخزانة (٤/ ٣٦٥) (عرضًا).
(٣) ينظر جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري (١٢/ ٣ - ٧) ط. دار الكتب العلمية بيروت، أولى (١٩٩٢ م).
(٤) سيل العرم هذا هو الذي ذكره الله في كتابه الكريم ﴿فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ﴾ [سبأ: ١٦] وذلك عندما أعرض أهل سبأ شكر الله تعالى على نعمه فانتقم منهم. والعرم هذا قيل: مطر شديد، وقيل: ثقب في سد لهم. ينظر روح المعاني (٢٢/ ١٢٦).
(٥) مانهم: أي كفاهم مؤنتهم وأنفق عليهم. ينظر اللسان، مادة: "مون".
(٦) الاشتفاق لابن دريد (٤٣٥).
(٧) في (أ): أحد أجداده.

<<  <  ج: ص:  >  >>