للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض، وهو بخلاف النجد، قال الباهلي: كل ما انحدر سيله مغربًا عن تهامة فهو غور (١) وفي أرض الشام غور أيضًا؛ وهو غور الأردن بين بيت المقدس وحَوَرَان من أعمال دمشق، وهو منخفض عن أرض دمشق وأرض بيت المقدس، فلذلك سُمي الغور، طوله [نحو] (٢) ثلاثة أميال وعرضة أقل من مسيرة يوم، وفيه قرى كثيرة، وبحيرة طبرية في طرفه، والبحيرة المنتنة في طرفه الآخر (٣)، وأراد الشاعر غور تهامة، وهو الذي ذكره الباهلي.

ونجد ما بين العُذَيْبِ إلى ذات عرق، وإلى اليمامة، وإلى جبل طيئ، وإلى وَجْدَة، وإلى اليمن، وذات عرق أول تهامة إلى البحر وجدة، وقيل: تهامة ما بين ذات عرق إلى مرحلتين من وراء مكة [-شرفها الله تعالى-] (٤) وما وراء ذلك من الغرب فهو غور، والمدينة لا تهامية ولا نجدية؛ فإنها فوق الغور ودون نجد، واشتقاق تهامة من التهم، وهو شدة الحر وركود الريح؛ وبذلك سميت تهامة، يقال: أَتْهَمَ الرجل إذا أتى تهامة، وأنجد إذا أتى نجدًا، وأعرق إذا أتى العراق، وأشأم إذا أتى الشام.

فإن قلتَ: ما هذه الإضافة؟

قلتُ: أما إضافة البعض إلى الكل؛ كقولك: أسفل الدار؛ فالمراد: المطمئن من أرض تهامة، وأما إضافة أحد المترادفين إلى الآخر؛ لأن تهامة تسمى الغور. والأول أولى؛ لأن في الثاني دعوى سلب المعرفة تعريفها، وإضافة الشيء إلى نفسه (٥).

قوله: "فَكل فتاة" الفتاة: الشابة من النساء، وقد فتي بالكسر يفتى فتى فهو فتي السن بين الفتاء، قوله: "الحَجْلَ" بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم وفي آخره لام؛ وهو القيد، ثم نقل إلى الخلخال [وهو المراد ها هنا. قال الجوهري: والحجل بالكسر؛ لغة؛ يعني: في الحجل بالفتح، ومنه المحجل الأرض، وهو موضع الخلخال] (٦)، والتحجيل (٧): بياض في قوائم الفرس، أي: في ثلاث منها وفي رجليه قلَّ أو كثر بعد أن يجاوز الأرساغ، ولا يجاوز الركبتين والعرقوبين؛


= (١/ ١٤٣ - ١٤٥)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ١٩٨) ولم يعزه إلى قائل. ويروى:
........ فكل كعاب .....
(١) اللسان، مادة: "غور"، وتاج العروس للزبيدي مادة: "غمر".
(٢) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٣) ينظر معجم البلدان (٤/ ٢٤٥) وما بعدها.
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٢٣٠)، توضيح المقاصد للمرادي (٢/ ٢٥٥) وما بعدها، وقال ابن مالك في الألفية:
ولا يُضافُ اسْم لِمَا به اتَّحَد … معنى وأوّل مُوهِمًا إذا وَرَدْ
(٦) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٧) الصحاح للجوهري، مادة: "حجل".

<<  <  ج: ص:  >  >>