للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه بدل منها، لا نعت، بل ولا بيان؛ لأن البيان بالجامد كالنعت بالمشتق، ونعت الإشارة بما ليست فيه "أل" ممتنع، وبهذا أبطل أبو الفتح كون (بَعْلِي) فيمن رفع (شيخًا) بيانًا انتهى (١).

قلت: فيه نظر من وجهين:

الأول: أن زيادة الواو قليلة.

والثاني: أن اسم الإشارة لا يوصف إلا بما فيه "أل"؛ كما تقول: يا هذا الرجل، وهو وصلة لندائه، ويكون حينئذ كأي في لزوم نعته ووجوب رفعه، أو بموصول مصدر بأل نحو: يا هذا الذي فعل كذا (٢)، قوله: "ورائي" نصب على الظرف، قوله: "بامسهم": جار ومجرور يتعلق بقوله: يرمي، وقوله: "وامسلمة": عطف عليه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "على أن "ذو" بمعنى الذي للمذكر؛ كما أن ذو بمعنى التي في قوله (٣):

....................... … وبئري ذو حفرت وذو طويت

والزمخشري استشهد به على مجيء الميم مكان لام التعريف في الموضعين (٤).

الشاهد الخامس والعشرون بعد المائة (٥) (٦)

يَقُولُ الخَنَا وأَبْغَضُ العُجْمَ نَاطِقًا … إلى ربِّنا صوتُ الحمار اليُجَدَّعُ

أقول: قائله هو ذو الخِرَقِ الطُّهَويّ، واسمه: دينار بن هلال، شاعر جاهلي، وهو من قصيدة


(١) قال أبو الفتح: "الرفع في ﴿وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا﴾ [هود: ٧٢] من أربعة أوجه: أحدها: أن يكون شيخ خبر مبتدأ محذوف، كأنه قال: هذا شيخ .. والثاني: أن يكون بعلي بدلًا من (هذا) و (شيخ) هو الخبر. والثالث: أن يكون (شيخ) بدلًا من (بعلي)، وكأنه قال: هذا شيخ؛ كما كان التقدير فيما قبله: بعلي شيخ، والرابع: أن يكون: (بعلي وشيخ) جميعًا خبزًا عن هذا، كقولك: هذا حلو حامض .. فإن قلتَ: فهل تجيز أن يكون (بعلى) وصفًا لهذا؟ قيل: لا، وذلك أن هذا ونحوه من أسماء الإشارة لا يوصف بالمضاف؛ ألا تراهم لم يجيزوا: مررت بهذا ذي المال؛ كما أجازوا: مررت بهذا الغلام؟ وإذا لم يجز أن يكون (بعلي) وصفًا لهذا، من حيث ذكرنا، لم يجز أيضًا أن يكون عطف بيان له، لأن صورة عطف البيان صورة الصفة فافهم ذلك .... " ينظر المحتسب (١/ ٣٢٤، ٣٢٥).
(٢) من أحوال النداء باسم الإشارة أن يجعل وصلة لنداء ما فيه أل فيلزم نعته ووجوب رفعه فيكون كأي، ولا ينعت إلا بمصحوب أل الجنسية، أو بموصول بمصدر بأل نحو: يا هذا الرجل، ويا هذا الذي فعل، ولا يجوز الاقتصار عليه دون وصفه، لكنه وصلة لنداء غيره. ينظر توضيح المقاصد للمرادي (٣/ ٣٠١)، وشرح التسهيل لابن مالك (٣/ ٣٩٨، ٣٩٩).
(٣) ينظر الشاهد رقم (١٠٨).
(٤) ينظر المفصل للزمخشري (٣٢٦) دار الجيل، وابن يعيش (٨/ ١٧).
(٥) ابن الناظم (٣٦).
(٦) البيت من بحر الطويل، وهو لذي الخرق الطهوي، من قصيدة عدتها سبعة أبيات في الخزانة (١/ ٣٠٤)، وبيت =

<<  <  ج: ص:  >  >>