للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي من الخفيف، وفيه الخبن والتشعيث.

١ - قوله: "صبر النفس" أي: احبسها عن الجزع، "عند كل ملم" أي: عند كل مصيبة من مصائب الدنيا.

٢ - قوله: "عماؤها" بالعين المهملة وتشديد الميم (١) للضرورة، والعماء في اللغة: السحاب الرقيق، سمي بذلك؛ لأنه (٢) يُعمي الأبصار عن رؤية ما وراءه، وأراد بها ها هنا ما يحول بين النفس ومرادها.

٣ - قوله: "ربما تكره النفوس" وفي رواية سيبويه: "ربما تجزع النفوس" (٣)، قوله: "فرجة" بفتح الفاء، وهي التفصي والانفراج، وقال النحاس: الفرجة -بالفتح في الأمر، والفرجة- بالضم فيما يرى من الحائط ونحوه (٤)، قوله: "العقال" بكسر العين، وهو القيد، وقال ابن الأثير: العقال: الحُبَيل الذي ينعقل (٥) به البعير.

المعنى: رب شيء تكرهه النفس (٦) من الأمر سهل كحل عقال الدابة.

الإعراب:

قوله: "ربما" رب حرف جر، وكلمة ما: بمعنى شيء، نكرة مجردة عن معنى الحرف، ناقصة [موصوفة، والتقدير: رب شيء تكرهه النفوس؛ فحذف العائد الذي هو مفعول "تكره"] (٧) والجملة صفة ما، ويجوز أن تكون ما كافة والفعول المحذوف اسمًا ظاهرًا، أي: قد تكره النفس (٨) من الأمر شيئًا، أي: وصفًا فيه، أو الأصل من الأمور أمرا، وفي هذا إنابة المفرد عن الجمع، وفيه وفي الأول إنابة الصفة غير المفردة عن الموصوف؛ إذ الجملة بعده صفة، له هذا الذي ذكره ابن هشام (٩).

قلتُ: إذا كانت ما كافة تبقى: "مِن" التبيينية بعدها خالية عن الفائدة (١٠).


(١) في (أ): والميم المشددة.
(٢) في (أ): لكونه.
(٣) روايته في الكتاب لسيبويه (٢/ ١٠٩ - ٣١٥).
ربما تكره النفوس ....... … ................................
(٤) في المصباح المنير: (فرج) "الفرجة -بالضم في الحائط ونحوه الخلل، وكل موضع مخافة فرجة، - والفرجة بالفتح مصدر يكون في المعاني، وهي الخلوص من شدة، والضم فيها لغة".
(٥) في (أ): يعقل.
(٦) في (أ): النفوس.
(٧) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(٨) في (أ): النفوس.
(٩) ينظر المغني (٢٩٧).
(١٠) "من" التبيينية كثيرًا ما تقع بعد: ما ومهما، وهما بها أولى لإفراط إبهامهما كقوله تعالى: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا﴾ [البقرة: ١٠٦]، وينظر المغني (٣١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>