للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأما الصبر عنها فلا صبر لأحد عنها، وإذا نفي أن يكون لأحد صبر عنها فصبره داخل فيه.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "فأما الصبر عنها فلا صبرا" حيث سد العموم ها هنا مسد الضمير الراجع إلى المبتدأ كما قررناه آنفًا (١).

الشاهد الرابع والخمسون بعد المائة (٢) , (٣)

فَإِنْ يَكُ جُثمَانِي بِأَرْضٍ سِوَاكُمُ … فَإِن فُؤَادِي عندَكِ الدَّهْرَ أَجْمَعُ

أقول: قائله هو جميل بن عبد الله بن معمر بن الحرث بن ظبيان، وقيل: جميل بن معمر بن جبير بن ظبيان بن قيس بن حن بن ربيعة بن حزام بن ضبة بن عبد بن كثير بن عذرة بن سعد، وهو هذيم بن زيد بن سود بن أسلم بن إلحاف بن قضاعة العذري.

وهو شاعر فصيح مقدم جامع للشعر والرواية، وكان راوية هدبة بن خشرم، وكان هدبة راوية الحطيئة، وكان الحطيئة راوية زهير وابنه، وكان كثيّر راوية جميل هذا، وكان جميل يهوى بثينة بنت حبا بن ثعلبة بن الهون بن عمرو بن الأحب بن حن بن ربيعة.

والبيت المذكور من قصيدة عينية من الطويل وأولها هو قوله (٤):

١ - أَهَاجَكِ أَمْ لَا بِالْمَداخِلِ مَرْبَعُ … ودارٌ بِأَجْرَاعِ الغَدِيرَيْنِ بَلْقَعُ

٢ - دِيَارٌ لِسَلْمَى إِذْ يُحَلُّ بِهَا مَعًا … وَإِذْ نَحْنُ منهَا بِالْمَوَدَّةِ نَطْمَعُ (٥)


(١) أي: في إعراب البيت، والبيت مذكور في شرح التسهيل لابن مالك: في باب الحال (٢/ ٣٣٠)، وأيضًا في الكتاب لسيبويه: في باب الحال (١/ ٣٨٦)، والمغني تحت عنوان روابط الجملة بما هي خبر عنه (٤٩٨ - ٥٠٢)، وعد الروابط عشرة منها: عموم يشمل المبتدأ ومثل: زيد نعم الرجل، وبالبيت ثم قال: "كذا قالوا ويلزمهم أن يجيزوا زيد مات الناس وعمرو كل الناس يموتون، وخالد لا رجل في الدار، أما المثال فقيل: الرابط إعادة المبتدأ بمعناه بناء على قول أبي الحسن في صحة تلك المسألة، وعلى القول بأن أل في فاعلي نعم وبئس للعهد لا للجنس، وأما البيت فالرابط فيه: إعادة المبتدأ بلفظه وليس العموم فيه مرادًا؛ إذ المراد أنه لا صبر له عنها؛ لأنه لا صبر له عن شيء".
(٢) أوضح المسالك (١/ ١٤٢).
(٣) البيت من بحر الطويل، من قصيدة لجميل بثينة، وهي في ديوانه: أنشدها لأصحابه بعنوان: فيا ربِّ حببني إليها، انظر الديوان (١١١) ط. دار الكتاب العربي، أولى (١٩٩٢ م)، و (٧٣) ط. دار صادر، وانظر خزانة الأدب (١/ ٣٩٥)، والدرر (١/ ١٩٠) والتصريح (١/ ٢٠٧) وشرح شواهد المغني (٨٤٦)، والبيت وجد في ديوان كثير عزة (٤٠٤).
(٤) ينظر الديوان (١١١).
(٥) روايته في الديوان هكذا:
ديار لليلى إذ نحل ....... … ...........................

<<  <  ج: ص:  >  >>