للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير إنما يكون عند خوف اللبس، ولا لبس ها هنا، فافهم (١).

الشاهد السادس والخمسون بعد المائة (٢) , (٣)

أَكُلُّ عَامٍ نَعَم تَحْوونَهُ … يُلْقِحُهُ قَوْمٌ وَتَذْبَحُونَهُ

أقول: قائله هو صبي من بني سعد، وبعده:

٢ - أَرْبَابُهُ نُوكَى فَلَا يَحْمُونَهُ … وَلا يُلاقُونَ طِعَانًا دُونَهُ

٣ - وَأنعم الأبْنَاءِ تَحْسَبُونَهُ … هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لما تَرْجُونَهُ

وقد قيل: إن اسم الصبي قيس بن الحصين الحارثي، وأصل هذا أن مذحجًا ورئيسهم عبد يغوث بن صلاة اجتمعوا وأقبلوا إلى تميم، فبلغ ذلك بني سعد والرباب ورئيس بني سعد قيس بن عاصم المنقري، ورئيس الرباب النعمان بن جساس -بكسر الجيم وتخفيف السين المهملة، وليس في العرب جساس -بكسر الجيم غير هذا، واستعدوا للحرب وهم على الكلاب -بضم الكاف وتخفيف اللام؛ اسم ماء، فصبحهم مذحج وأغاروا على النعم فطردوها، وجعل رجل يرتجز ويقول (٤):

في كل عام نَعَمٌ تَنْتَابُهُ … على الكُلَابِ غُيِّيًا أربَابُهُ

فأجابه غلام من بني سعد في النعم على فرس له:

عَمَّا قَلِيلٍ سَتُرَى أَرْبَابَهُ … صَلْبَ القناةِ حازمًا شَبَابَهُ (٥)

على جياد ضمر غيابه … ...........................

فأقبلت (٦) سعد والربابُ إلى القوم فقال صبي منهم حين دنا من القوم:


(١) أقول: الخبر المشتق إن جرى رافعه على غير صاحب معناه، لزم إبرازه عند البصريين والكوفيين عند خوف اللبس كقولك: زيد عمرو ضاربه هو، والتزام البصريين الإبراز مع أمن اللبس، عند جريان رافع الضمير على غير صاحب معناه ليجري الباب على سنن واحد، وخالفهم الكوفيون فلم يلتزموا الإبراز عند أمن اللبس، وإلى مذهب الكوفيين ذهب ابن مالك مستدلًّا بقول الشاعر: ( … البيت) فقومي: مبتدأ، وذرا المجد: مبتدأ ثان، وبانوها: خبر جار على ذرا المجد في اللفظ، وهي في المعنى لقومي، وقد استغنى باستكان الضمير عن إبرازه لعدم اللبس. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٠٧، ٣٠٨)، والدرر (١/ ٧٢).
(٢) ابن الناظم (٤٤) وروايته فيه، وفي النسخة (أ): "وتنتجونه".
(٣) البيتان من بحر الرجز المشطور، وقد نسبهما إلى قيس بن حصين بن يزيد الحارثي نقلًا عن شراح أبيات الكتاب.
ينظر الخزانة (١/ ٤٠٧)، والكتاب لسيبويه (١/ ١٢٩)، والإنصاف (٤٧)، والمذكر والمؤنث للفراء (٧٩)، والمذكر والمؤنث لابن الأنباري (٣٤٦)، وشواهد التوضيح (٩٥).
(٤) الخزانة (١/ ٤١٢).
(٥) روايته في (أ): ستروا.
(٦) في (أ): وأقبلت.

<<  <  ج: ص:  >  >>