للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو الصحيح (١).

قوله: "أم الحليس" -بضم الحاء المهملة وفتح اللام وسكون الياءآخر الحروف وفي آخره سين مهملة، قوله: "شهربه" -بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وفتح الراء والباء الموحدة وفي آخره هاء، وهي العجوز الفانية، وكذلك الشهبرة، وقال ابن الأثير: الشهربة والشهبرة: الكبيرة الفانية (٢).

الإعراب:

قوله: "أم الحليس": مبتدأ، وقوله: "لعجوز": خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هي عجوز والجملة خبر المبتدأ الأول، هذا إذا قلنا: اللام فيه للتأكيد، وإذا قلنا: اللام زائدة، تكون أم الحليس مبتدأ، ولعجوز خبره، ولا يُحتاجُ إلى التقدير، وشهربة: صفة العجوز في الحالتين.

وقوله: "ترضى" … إلخ صفة أخرى، ومن والباء كلاهما يتعلق بـ"لا ترضى"، ومن بمعنى البدل كما في قوله تعالى: ﴿أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ﴾ [التوبة: ٣٨] وكما في قوله تعالى: ﴿لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ﴾ [الزخرف: ٦٠]؛ لأن الملائكة لا تكون من الإنس.

والمعنى: ترضى بدل اللحم بعظم الرقبة؛ يعني بلحم عظم الرقبة، والمضاف فيه محذوف.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لعجوز" وذلك لأن المبتدأ إذا كان مقترنًا بلام الابتداء، يؤكد للاهتمام بأوليته، وتأخيره مُنَافٍ لذلك، وأما اللام ها هنا فقد قلنا: إما زائدة، وإما أن المبتدأ الذي دخلت هي عليه محذوف، والتقدير: لهي عجوز شهربه (٣).

الشاهد الحادي والستون بعد المائة (٤) , (٥)

عِنْدِي اصْطِبَارٌ وأَمَّا أَنَّنِي جَزِعٌ … يَوْمَ النَّوَى فَلوَجْدٍ كَادَ يَبْرِينِي

أقول: لم أقف على قائله، وهو من البسيط.


(١) ينظر شرح شواهد المغني (٦٠٤)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (١١٠٨).
(٢) النهاية في غريب الحديث (٢/ ٥١٢).
(٣) أقول: يمنع تقديم الخبر اقتران المبتدأ بلام الابتداء؛ لأن اقترانها به يؤكد الاهتمام بأولويته، وتقدم خبرها عليها مناف لذلك فمنع، ولأجل استحقاقها للتصدير امتنع تأثر مصحوبها بأفعال القلوب في نحو: علمت لزيد كريم، فإن وقع ما يوهم تقديم خبر مصحوبها حكم بزيادتها، أو بتقدير مبتدأ بينها وبين مصحوبها الظاهر؛ كبيت الشاهد، وزيادتها أولى؛ لأن مصحوب لام الابتداء مؤكد بها، وحذف المؤكد مناف لتوكيده. ينظر شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٢٩٨، ٢٩٩)، وشرح أبيات المغني (٤/ ٣٥٤).
(٤) أوضح المسالك (١/ ١٥٠).
(٥) البيت من بحر البسيط، وهو لقائل مجهول، وانظره في: حاشية الصبان (١/ ٢١٣)، والدرر (٢/ ٢٦)، وشرح: =

<<  <  ج: ص:  >  >>