للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الضمير منه على (مَنْ)، وإن كان متأخرًا في اللفظ لكن (١) النية به التقديم، والضمير المتصل بكان اسمه، وقوله: "واجده"خبره، والجملة صلة الموصول أعني: "من"، قوله: "وبات": جملة من الفعل والفاعل وهو الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى (من)، وقوله: "منتشبًا" نصب على الحال من الضمير الذي في بات، قوله: "في برثن الأسد" يتعلق بقوله: "منتشبًا".

الاستشهاد فيه:

في قوله: "قد ثكلت أمه" فإنَّه خبر مقدم، وفي قوله: "من كنت واجده" فإنَّه مبتدأ مؤخر (٢).

الشاهد الثاني والسبعون بعد المائة (٣) , (٤)

إِلَى مَلِكٍ ما أمُهُ من محَاربٍ … أبُوهُ وَلَا كَانَتْ كُلَيبٍ تصَاهِرُهْ

أقول: قائله هو الفرزدق همام بن غالب، وهو من قصيدة هائية يمدح بها الوليد بن عبد الملك


(١) في (أ): لأن.
(٢) أجاز البصريون في قلة تقديم الخبر الجملة على المبتدأ فأجازوا: أبوه قائم زيد، وأخوه ذاهب عمرو، ومنحه الكوفيون لأنه يؤدي إلى تقديم ضمير الاسم على ظاهره، وأجازوا نحو: في داره زيد، والصحيح الأول لكثرة استعماله في كلام العرب، قالوا: مشنوء من يشنؤك وتميمي أنا. ينظر ابن يعيش (١/ ٩٢)، وتوضيح المقاصد (١/ ٢٨٢)، وهمع الهوامع للسيوطي (١/ ١٠٣)، والمغني (١١٦)، وقال أبو حيان: "والصحيح ما ذهب إليه البصريون. حكى سيبويه عن العرب: مشنوء من يشنؤَك. وتميمي أنا، وخز صفتك، وأرجلٌ عبد الله؟ وقال الشَّاعر:
إِلَى مَلِكٍ ما أمُّهُ من محَاربٍ … أبُوهُ وَلَا كَانَتْ كُلَيبٌ تصَاهِرُهْ
وقال الآخر: ( … البيت)، وقال:
فتًى مَا ابنُ الأَغَرِّ إذا شَتونَا … وَحُبّ الزاد فيِ شَهْرَيْ قُمَاحِ
التقدير: من يشنؤك مشنوء، أنا تميمي، وصفتك خز، وأعبد الله رجل؟ وأبوه ما أمه من محارب، ومن كنت واجده قد ثكلته أمه، وابن الأغر فتى إذا شتونا". التذييل والتكميل لأبي حيان (٣/ ٣٥٢) تحقيق: حسن هنداوي، وينظر الإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري: المسألة التاسعة.
(٣) شرح ابن عقيل (١/ ٢٣٠).
(٤) البيت من بحر الطَّويل للفرزدق من قصيدة طويلة في مدح الوليد بن عبد الملك، والتعريض بقبيلتي محارب وكليب، وهو في الديوان (١/ ٢٧٧)، دار الكتاب العربي، شرح مجيد طراد، وروايته في الديوان:
وما مثله في النَّاس إلَّا مملكًا … أبوها ولا كانت كليب تصاهره
وصدره في الخصائص:
وما مثله في النَّاس إلَّا مملكًا … .....................
وهو في همع الهوامع للسيوطي (١/ ١١٨)، والخصائص (١/ ١٤٧)، والمغني لابن هشام (١/ ١١٦)، وينظر الديوان (٢٢٢) شرح: علي فاعور، طبعة: دار الكتب العلمية، والبيت الشاهد قبله ثلاثون بيتًا في القصيدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>