للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشاهد السابع والثماثون بعد المائة (١)، (٢)

خيرُ اقتِرَابِي من المولَى حليفَ رِضًا … وشرُّ بُعدِي عنه وهو غَضْبَانُ

أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.

قوله: "حليف رضا" حليف: فعيل من الحلف -بكسر الحاء وسكون اللام، وهي (٣) المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق، وأرد بالمولى الحليف؛ لأن المولى يقع على معان كثيرة: معنى الرب والمالك والسيد والمنعم والمنعَم عليه والمعتِق والمعتَق والمحب والتابع والجار [وابن العم] (٤) والناصر والصهر والحليف، يضاف إلى كل واحد بحسب ما يقتضيه المعنى والحال.

الإعراب:

قوله: "خير اقترابي": كلام إضافي مبتدأ، وقوله: "من المولى": يتعلق بقوله "اقترابي" وهو مصدر مضاف إلى فاعله، قوله: "حليف رضا": كلام إضافي نصب على الحال من فاعل المصدر، وفيه حذف، وهو الخبر عن المبتدأ، تقديره: خير اقترابي من المولى إذا وجدتُ حليف رضا، فقولنا: إذا وجدت، هو الخبر؛ كما في قولك: أكثر شربي السويق ملتوتًا، تقديره: إذا كان ملتوتًا، وأخطب ما يكون الأمير قائمًا، أي: إذا كان قائمًا فكان في الموضعين تامة، وملتوتًا وقائمًا حالان، والخبر فيهما محذوف، وهذا من المواضع التي يجب فيها حذف الخبر، وهو بعد كل مبتدأ هو مصدر منسوب إلى الفاعل أو المفعول أو إليهما، مذكور بعده الحال أو أفعل التفضيل مضافًا إلى المصدر المذكور وبعده الحال فقوله: "خير اقترابي" أفعل التفضيل مضاف إلى المصدر، وذكر بعده الحال وهو قوله: "حليف رضا" كما ذكرنا، قوله: "وشر بعدي": كلام إضافي مبتدأ، وقوله: "غير" يتعلق بقوله: "بعدي"، قوله: "وهو غضبان": جملة اسمية وقعت حالًا وقد سدت مسد الخبر.

الاستشهاد فيه:

وهو وقوع الجملة الاسمية المقرونة بالواو موقع خبر المبتدأ، وهذا الشطر حجة على سيبويه حيث منع ذلك، وقال: الحال التي هي جملة اسمية مقرونة بالواو لا تسد مسد الخبر إلا إذا


(١) توضيح المقاصد (١/ ٢٩٢).
(٢) البيت من بحر البسيط مجهول النسبة، وانظره في: همع الهوامع للسيوطي (١/ ١٠٧)، والأشموني (١/ ٢١٩)، والدرر (٢/ ٣٠)، والمعجم المفصل في شواهد العربية (٨/ ١٠٤).
(٣) في (أ): وهو.
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>