للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو القصيدة التي يشرحها؛ إذ قد جاء في كتاب المقاصد نقول كثيرة من كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وكتاب الحيوان للجاحظ، والكامل للمبرد، والأمالي لأبي علي القاضي، وغيرها.

وأمَّا مقطوعات الشعر، ودواوين الشعراء، فقد ظهر ذلك جليًّا في الكتاب المذكور، فما من بيت من أبيات الشواهد التي شرحها العيني، إلَّا وقد ذكر فيه مقطوعة أو عددًا كبيرًا من أبيات القصيدة التي منها الشاهد، وقد سردنا في الفصل المذكور الدواوين التي رجع إليها العيني، والتي زادت على المائة، فلتراجع هناك.

وأمَّا الحديث عن الشق الثَّاني، وتأثير كتاب المقاصد النحوية للعيني فيمن جاء بعده، أو ما تلاه من الكتب، فنقول:

"إن كتاب المقاصد قد ألفه صاحبه من ستة قرون مضت، وقد ظل مقطوعًا لا يعرفه أحد، إلى وقت قريب ظل الكتاب حبيسًا في البيوت أو المكتبات العامة، لا يراه ولا يعرفه إلَّا واحد أو اثنان أو ثلاثة من العلماء بعد النسخ المخطوطة له، وحين طبع من مائة وخمسة وعشرين عالمًا لم يطبع كتابًا مستقلًّا يراه النَّاس ويعرفه الطلاب، وإنَّما طُبع على هامش خزانة الأدب للبغدادي، وعلى ذلك فإن الكتاب الأصلي المطبوع أو المقصود بالطباعة، إنَّما كان كتاب خزانة الأدب، أما الكتاب الفرعي أو الذي طبع تكملة، إنَّما كان كتاب المقاصد.

لقد ظل كتاب المقاصد مجهولًا لا يعرفه النَّاس، ولا يقف عليه العلماء، أو يستفيدون منه حتَّى وقتنا الحاضر، وما طُبع على هامش حاشية الصبان، إنَّما هو نزر يسير ممَّا في الكتاب، بعنى أن المطبوع كان شيئًا لا قيمة له بقيمة ما في الكتاب من فوائد.

ومع ذلك كله تستطيع أن تقول: إن هناك عالمين كبيرين وشارحين عظيمين للشواهد، انتفعا بكتاب المقاصد، وظهر أثره في كتبهما، وهما الإمام عبد القادر البغدادي (١٠٩٣ هـ) في كتابه: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب، وهو الكتاب الذي يشرح فيه شواهد شرح الكافية المرضي (٦٨٦ هـ)، وشرح أبيات مغني اللبيب الذي يشرح فيه شواهد المغني لابن هشام.

وأمَّا الإمام الآخر فهو السيوطي (٩١١ هـ) الذي شرح شواهد مغني اللبيب أيضًا.

أولًا: كتاب خزانة الأدب للبغدادي: اعتمد البغدادي وهو مؤلف كتابه المشهور: "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب" على كتاب المقاصد للعيني، وجعله مرجعًا من مراجعه الكثيرة، وقد اعترف بذلك في أول كتابه حين سرد المؤلفات التي أخذ منها ونقل عنها (١).


(١) انظر كتاب خزانة الأدب للبغدادي (١/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>