للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتمل أن يكون "إياه" مفعول فعل مقدر حذف فانفصل، والتقدير: وكونُكَ تَفْعَلُه (١)، وقوله: "عليك" يتَعَلَّقُ بيسير.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "وكونك إياه"؛ حيث أعمل فيه مصدر كان كعمل كان، وفيه دلالة أيضًا على أن الأفعال الناقصة لها مصدر كغيرها من الأفعال (٢).

الشاهد الثالث والتسعون بعد المائة (٣)، (٤)

وَمَا كُل مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كَائِنًا … أَخَاكَ إِذَا لَم تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدَا

أقول: هو -أيضًا- من الطويل.

قوله: "بيدي": من الإبداء وهو الإظهار، "والبشاشة" بفتح الباء الموحدة؛ مصدر بششت -بكسر العين أبش بفتحها؛ وهي طلاقة الوجه. قوله: "إذا لم تلفه" بضم التاء المثناة من فوق، وسكون اللام، وكسر الفاء، أي: إذا لم تجده، من قولك: ألفيت الشيء إذا وجدته، قال الله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: ٢٥] أي: وجداه، قوله: "منجدًا": من أنجده إذا أعانه.

والمعنى: لا يكون من يبدي البشاشة إليك أخاك إذا لم تجده معينًا لك في مهماتك.

الإعراب:

قوله: "وما كل" أي: وليس كل من يبدي، فقوله: "كل من": اسم ما، وخبره قوله: "كائنًا"، و "من" موصولة و "يبدي البشاشة": صلته، قوله: "أخاك": خبر "كائنًا" واسمه مستتر فيه، قوله: "إذا لم تلفه" الضمير المنصوب فيه يرجع إلى "من"، قوله: "منجدًا": حال من الضمير المذكور، وقوله: "لك" يتعلق بقوله: "منجدًا".


(١) ينظر تعليق الفرائد للدماميني (٣/ ١٧٣).
(٢) قال أبو حيان: "والصحيح أن لها مصدر، وقد أعملتها العرب إعمال أفعالها قالوا: كونك مطيعًا مع الفقير خير من كونك عاصيًا مع الغني، وقال الشاعر:
........................ … وكونك إياه عليك يسير.
ينظر الارتشاف (٢/ ٧٥)، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٣٩)، وتوضيح المقاصد للمرادي (١/ ٢٩٧).
(٣) ابن الناظم (٥٢)، وأوضح المسالك لابن هشام (١/ ٢٣٩)، وشرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٢٧٠).
(٤) البيت من بحر الطويل لقائل مجهول ولم ينسبه العيني وهو بلا نسبة في تخليص الشواهد (٢٣٤)، والدرر (٢/ ٥٨)، والتصريح (١/ ١٨٧)، والهمع (١/ ١١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>