للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو ممن ثبت على إسلامه في الردة، وهو أحد فرسان قيس وشعرائها.

قال الأصمعي: شهد خفاف حنينًا مع رسول الله ﷺ، وقال غيره: شهد الفتح مع رسول الله ﷺ ومعه لواء بني سليم وشهد حنينًا والطائف - رضي الله تعالى عنه - (١).

قوله: "ذا نفرٍ" أي: ذا قوم وجماعات، والنفر في الأصل: اسم لما دون العشرة، قاله في الكشاف عند تفسير قوله تعالى: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ﴾ [الأحقاف: ٢٩] ويجمع على أنفار، والتنكير فيه للتكثير (٢).

قوله: "الضبع" بفتح الضاد المعجمة وضم الباء الموحدة، وأراد به السنة المجدبة، واستشهد به أبو علي في الإيضاح على أن الضبع هنا اسم للسنة المجدبة (٣).

قال أبو حنيفة [﵁] (٤): كذا قال الأصمعي فيه، وقيل: هو على التشبيه، وكذا قال الجاحظ: إنه على التشبيه وجعل نقص الجدب والأزمة أكلًا (٥).

والمعنى: يا أبا خراشة إن كنت كثير القوم عزيزًا فإن قومي موفورون لم تأكلهم السنة المجدبة من القلة والضعف، قوله: "السلم" -بكسر السين: الصلح، والجرع -بضم الجيم: جمع جرْعة (٦).

الإعراب:

قوله: "أبا خراشة": منادى مضاف، وحرف النداء محذوف تقديره: يا أبا خراشة، قوله: "أما أنت": بفتح همزة أما، وليست هي أما التي في قولك: أما بعد، بل هي كلمتان باتفاق، الثانية منهما عوض عن كان محذوفة، وأصله: "لأن كنت" فحذفت اللام من "لأن" تَنَاسُبا فبقي: "أن كنت"، ثم حذفت كان لكثرة الاستعمال، ثم جيء بالضمير المنفصل خلفًا عن المتصل، ثم عوضت عن كان ما الزائدة قبل الضمير، والتزم حذفها لئلا يجتمع العوض والمعوض منه، ثم أدغم نونها في الميم، فصار: أما أنت (٧)، ويقال: هي كلمتان، الثانية عوض عن كان


(١) ينظر الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (٤/ ٣١).
(٢) الكشاف للزمخشري (٣/ ٥٢٦)، ط. دار الفكر.
(٣) البيت ليس في الإيضاح كما ذكر العيني، وإنما هو في كتب أخرى لأبي علي الفارسي، فهو في البغداديات للشاهد الذي هنا، وهو تعويض ما عن كان (٣٠٤) وفي شرح الأبيات المشكلة الإعراب لحذف الفعل والتعويض عنه (٧١).
(٤) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٥) ينظر كتاب الحيوان للجاحظ (٢/ ٥١٤).
(٦) في (أ): والجزع بالضم جمع جزعة.
(٧) قال ابن مالك بعد أن ذكر البيت: "أراد: لأن كنت، فحذف اللام فبقي (أن كنت) ثم حذف (كان) وجاء بالمنفصل خلفًا عن المتصل وبـ (ما) قبله عوضًا عن كان فالتزم حذفها لئلا يجتمع بين العوض والمعوض عنه" شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>