للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل السابع: كتاب المقاصد (النقد والتقويم)]

مؤلف كتاب المقاصد رجل ذو خبرة وعين ناقدة بصيرة، رجل تخصص في التاريخ، قرأه فاعتبر، ووقف عليه فاتعظ وتأثر، عرف الدول كيف تقوم ثم تذهب، وشموس الملوك والسلاطين كيف تشرق ثم تغرب، وكل نجم يبزغ، له في السماء نجوم ألداء، وحساد، وأعداء.

وهكذا كان العيني حساده كثيرون، والحاقدون عليه لا يعدون ولا يحصون، ومن هنا امتلأت مقدمات كما نبه وخواتيمها بالنقود من هؤلاء الحساد، وأن يبعدهم الله عنه، ويكون لهم بالمرصاد.

طلب العيني من قارئ كتبه أن يصغوا عما فيها من زلات، وأن يتذكر أن فيها كثيرًا من الحسنات، وأن الله قد قال في محكم الآيات: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ [هود: ١١٤]، طلب العيني من قارئ كتبه أن يضع نصب عينيه قول المتنبي:

فَإِنْ يَكُن الفِعْلُ الذِي سَاءَ واحِدًا … فَأَفْعَالُهُ اللائِي سَرَرْنَ أُلُوفُ

وها هي عدة نقول من كتبه توضح هذه المعاني:

يقول في مقدمة كتابه: (عمدة القارئ شرح صحيح البُخاريّ): "النَّاس فيما تعبت فيه الأرواح على قسمين متباينين، قسم هم حسدة ليس عندهم إلَّا جهل محض، وطعن، وقدح، وعض؛ لكونهم بمعزل عن انتزاع أبكار المعاني، وعن تفتيق ما رتق من المباني.

إذا لم يكن للمرء عين صحيحة … فلا غرو أن يرتاب والصبح مسفر

وصنف هُم ذوو فضائل وكمالات، وعندهم لأهل الفضل اعتبارات، المنصفون اللاحظون إلى أصحاب الفضائل والتحقيق، وإلى أرباب الفضائل والتدقيق بعين الإعظام والإجلال، وقليل ما هم، وهم كالكثير، الواحد منهم كالجم الغفير، ولكن أين ذلك الواحد؟ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>