للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا البيت ضمير الشأن عند البصريين والكوفيين جميعًا (١).

الشاهد الخامس عشر بعد المائتين (٢)، (٣)

إِذَا مِتُّ كانَ النَّاسُ صِنْفَانِ شَامِتٌ … وَآخرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَصْنعُ

أقول: قائله هو العجير السلولي، وهو عجير بن عبد اللَّه بن عبيدة بن كعب من بني سلول بن مرة، يكنى أبا الفرزدق وأبا الفيل، وهو شاعر مقل إسلامي، وعجير: اسم منقول يحتمل أن يكون من العجر وهو نتوء السرة، يقال: عجر الرجل يعجر عجرًا، أو يحتمل أن يكون مصغرًا مرخمًا من أعجر وهو الناتئ السرة، والبيت الذكور من قصيدة عينية وأولها هو (٤):

١ - ألمّا على دارِ لِزَيْنبَ قد أتى … لَها باللِّوى ذي المَرْجِ صَيْفٌ ومَرْبَعُ

٢ - وقُولا لهَا قد طَال ما لم تكلَّمِي … وراعِكَ بالغيثِ الفؤادُ المروَّعُ

٣ - وقولا لها قال العُجَيْرُ وخَصَّني … إليك وإرسالُ الخليلين يَنْفَعُ

٤ - أأنت الذي أودعتُكِ السِّرّ وانتحى … بك الخَوْنَ مَزّاحٌ من القوم أمْرَعُ

٥ - إذا مت ............... … ...................... إلى آخره

٦ - ولكن ستبكِيني خطوبٌ ومجلس … وشُعثٌ أُهِينُوا في المجالس جُوّعُ

٧ - ومستلحم قد صَكَّه القومُ صكَّة … بَعيدُ الموالي نيل ما كان يمنع


(١) مع أكثر البصريين إيلاء (كان) معمول الخبر مطلقًا سواء تقدم المعمول وحده أو تقدم ومنع الخبر، فلا يجوز أن يقال: كان طعامك زيدًا آكلًا، ولا يجوز: كان طعامك آكل زيد، وسبب المنع أنه يؤدي إلى الفصل بين كان واسمها بأجنبي عنها وهو معمول الخبر، وأجاز بعض البصريين ومنهم ابن عصفور إيلاء كان معمول الخبر؛ لأن المعمول من كمال الخبر أو كجزء منه فأجازوا: كان طعامك آكلًا زيد، ويمتنع أن تقدم المعمول وحده نحو: كان طعامك زيد آكلًا، أما الكوفيون فأجازوا تقديم المعمول مطلقًا، سواء آكان المعمول ظرفًا أو جارًّا ومجرور أو غير ذلك واحتجوا ببيت الشاهد.
ينظر الكتاب (١/ ٧٠)، وشرح الكافية الشافية (١/ ٤٠٤)، وشرح الجمل الكبير (١/ ٣٩٢)، وشرح المقرب (٢/ ٩٦٩) وما بعدها، وشرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٦٧)، والتصريح (١/ ١٨٩)، وينظر الشاهد رقم (١٩٧).
(٢) ابن الناظم (٥٤).
(٣) البيت من بحر الطويل من قصيدة طويلة للعجير السلولي الشاعر الإسلامي ذكر بعضها في خزانة الأدب (٩/ ٧٢)، وهي الأبيات التي ذكرها العيني، وانظر بيت الشاهد في الكتاب (١/ ٧١)، ونوادر أبي زيد (١٥٦)، وشرح أبيات سيبويه (١/ ١٤٤)، والأزهية (١٩٠)، وتخليص الشواهد (٢٤٦)، والخزانة (٩/ ٧٢)، والدرر (١/ ٢٢٣).
(٤) ينظر الخزانة (٩/ ٧٢)، وقد ذكر البغدادي فيه هذه الأبيات فقال: كانت للعجير بنت عم كان يهواها وتهواه فخطبها إلى أبيها فوعده وقاربه، ثم خطها رجل من بني عامر موسر فخيرها أبوها بينه وبين العجير فاختارت العامري للسيادة فقال العجير في ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>