للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقُولُ إِذَا اقْلَوْلَي عليها وأقْرَدَتْ … ألا ليتَ ذا العيش اللذيذَ بدائم

وهي من الطويل.

قوله: "إذا اقلولي" أي: إذا ارتفع الكلبي عليها؛ أي: على الأتان، "وأقردت الأتان" بالقاف يعني: لصقت بالأرض وسكنت.

حاصل المعنى: إذا علا الكلبي على الأتان وسكنت الأتان لذلك يقول: ألا هل أخو عيش لذيذ بدائم؟ وقد صرف بعضهم معنى هذا البيت إلى معنى حسن ولكنه ليس مراد الشاعر، وهو أن الجنازة تقول بلسان الحال إذا ارتفع عليها الميت، والحال أنها أقردت أي؛ سكنت: ألَا هل صاحب عيش لذيذ يدوم في عيشه؟ فكأن هذا لم يطلع على القصيدة المذكورة وإنما اطلع على هذا البيت وحده فصرفه إلى هذا المعنى.

الإعراب:

قوله: "يقول": فعل وفاعله الضمير المستتر فيه الَّذي يرجع إلى الكلبي، قوله: "إذا": للظرف، وقوله: "اقلولي": فعل ماض وفاعله مستكن فيه، و"عليها": يتعلق به، قوله: "وأقردت": جملة فعلية ماضوية وقعت حالًا، والماضي إذا وقع حالًا يكون على ستة أضرب: أحدها: أن يكون مقرونًا بالواو وحدها؛ كما في قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا﴾ [آل عمران: ١٦٨].

قوله: "ألا": كلمة تنبيه تدل على تحقيق ما بعده، و "ليت": حرف من الحروف المشبهة بالفعل، وهو حرف يتعلق بالمستحيل غالبًا، وقوله: "ذا": اسم ليت، وقوله: "العيش": بدل من ذا، وقوله: "اللذيذ": صفته، وقوله: "بدائم": خبر ليت، والباء فيه زائدة [وأما رواية الجوهري فقوله: "هل" بمعنى ما النافية، و"أخو عيش": كلام إضافي مبتدأ "ولذيذ": بالجر صفة عيش، وقوله: "بدائم": خبر المبتدأ، والباء فيه زائدة] (١).

الاستشهاد فيه:

على الوجه الأول في زيادة الباء في خبر ليت (٢)، وعلى الوجه الثاني في زيادتها في خبر المبتدأ الَّذي دخلت عليه [هل] (٣) لشبهها بالنفي (٤).


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) زيادة الباء في خبر (ليت) قليل أيضًا قياسًا على (إن ولكن).
(٣) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٤) تزاد الباء في خبر المبتدأ أو بعد هل لشبهها بالنفي، قال ابن مالك: وقد تزاد بعد نفي فعل ناسخ للابتداء … وبعد لا التبرئة وهل، ثم مثل ببيت الشاهد، شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٣٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>