للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آسيًا، قوله: " [يوم] (١) الرجام": كلام إضافي نصب على الظرف، قوله: "وإنني" إن: حرف من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله: "والياء": اسمه، وقوله: "لرهن": خبره والسلام فيه للتأكيد، و"يقينًا": نصب على أنَّه مفعول مطلق، والتقدير: أتيقن يقينًا؛ أي: تيقنًا، ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف، والتقدير؛ إنني لرهن رهنًا يقينًا؛ أي: حقًّا، قوله: "بالذي": يتعلق بقوله لرهن.

وقوله: "أنا كائد": جملة اسمية وقعت صلة الموصول، والعائد محذوف تقديره: بالذي أنا كائده.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "كائد" حيث استعمل الشَّاعر اسم الفاعل من كاد الذي هو من أفعال المقاربة، وهو فعل جامد لا يكون منه غير المضارع؛ نحو قوله تعالى: ﴿يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ﴾ [البقرة: ٢٠] إلَّا أنَّه سمع من قول كُثّير: هذا كائد (٢).

ويقال: الصواب هو كابد بالباء الموحدة؛ من المكابدة وهو الاجتهاد في العمل، وبهذا جزم ابن السكيت في شرح ديوان كثير، فحينئذ لا يبقى فيه محل للاستشهاد.

فإن قلتَ: كيف يجيء كائد من المكايدة ولا يجيء من المكابدة إلَّا مكابد؟

قلتُ: هذا ليس بجار على فعله، وقال ابن سيده: كابده مكابدة وكبادًا: قاساه، والاسم كابد كالكاهل والغارب؟

فإن قلتَ: ما الدليل على كون كابد بالباء الموحدة صوابًا على ما جزم به ابن السكيت.

قلتُ: قد قيل: إن الدليل على ذلك هو أنَّه لم يأت بعد كايد بالياء آخر الحروف ما يكون خبرًا له، وفيه نظر؛ لأن الشَّاعر قال؛ وكدت وقد سالت من العين عبرة إلى قوله: أموت أسى، وقد قلنا: إن قوله: "أموت": خبر لقوله: "وكدت" فكأنه قال: أموت ولا بد لي يقينًا من هذا الأمر الذي أنا كائد به الآن.


(١) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(٢) جميع أفعال المقاربة لا تتصرف، أي أنها تلزم المضي إلَّا كاد وأوشك فإن لهما مضارعًا وهو (يكاد ويوشك)، واسم فاعل وهو كائد وموشك، واستعمال أصم الفاعل شاذ، قال ابن مالك: ولازمت أفعال هذا الباب لفظ المضي إلَّا كاد وأوشك فإنهما اختصا باستعمال مضارعيهما وشذ استعمال اسم الفاعل من كاد وأوشك". شرح التسهيل لابن مالك (١/ ٤٠٠، ٤٠١) وتوضيح المقاصد (١/ ٣٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>