للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ضمير كاسفة (١)، والإضافة حينئذ مثلها في قولك: قَتِيلُ السَّيفِ.

قوله: "فقدت عقيلًا": خبر إن، و"عقيلًا": مفعول فقدت وهو ظاهر وضع موضع الضمير.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "أنها" حيث فتْحَتْ فيه أن لأنها في موضع الجر بالإضافة (٢).

الشاهد الحادي والسبعون بعد المائتين (٣) , (٤)

إنَّ الكريمَ لَمَنْ تَرْجوهُ ذو جِدَةٍ … ولو تَعَذَّرَ إيسارٌ وتَنْويلُ

أقول: لم أقف على اسم قائله.

وهو من البسيط.

قوله: "ذو جدة" بكسر الجيم وفتح الدال المخففة؛ من وجد المال وجدًا بتثليث الواو وجدة إذا استغنى، قوله: "إيسار": من اليسر، و"تنويل": من نولته إذا أعطته النوال؛ أي: العطاء.

الإعراب:

قوله: "إن الكريم" إن: حرف من الحروف المشبهة بالفعل، قوله "الكريم": اسمه، وقوله: "لمن ترجوه": خبره، والسلام فيه للتأكيد ولهذا جاءت مفتوحة، و"من" موصولة مبتدأ (٥)، وخبرها هو قوله: "ذو جدة"، وقوله: "ترجوه": جملة من الفعل المخاطب، والفاعل والمفعول صلة للموصول، قوله: "ولو" بمعنى إن وهي واصلة بما قبلها، والمعطوف عليه محذوف في الحقيقة تقديره: إن لم يتعَذَّر إيسار ولو تعذر إيسار، و"إيسار": مرفوع لأنه فاعل تعذر، "وتنويل": عطف عليه، وفي هذا البيت مبالغة شديدة؛ لأنه جعل مجرد رجاء الكريم محصلًا للغنى، ولو كان الكريم المرجو غير موسر ولا منيل، ولقد بالغ حتَّى أحال.


(١) طول العيني في إعراب كآبة، والأمر أسهل مما تتصور، والوجه الأول وهو إعرابها مفعولًا لأجله.
(٢) تفتح همزة "إن" إذا أمكن تأويلها مع ما بعدها بمصدر، ويشمل ذلك إذا وقعت في موضع جر بالحرف، كقوله تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ﴾ في موضع جر بالإضافة كبيت الشاهد.
(٣) ابن الناظم (٦٥).
(٤) البيت من بحر البسيط غير منسوب في مراجعه، وهو في تخليص الشواهد (٣٥)، وشواهد التوضيح (١٥٢)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٢٧).
(٥) في (أ): مبتدؤه.

<<  <  ج: ص:  >  >>