للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"مجهودا": من جهد الرجل فهو مجهود من الشقة، وأراد من غبراء مظلمة: القبر.

الإعراب:

قوله: "مروا": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "عجالى": حال بمعنى مستعجلين، قوله: "وقالوا": عطف على قوله: "مروا"، وقوله: "كيف سيدكم": جملة من المبتدأ؛ أعني: قوله: "سيدكم"، والخبر أعني: قوله: "كيف" وقعت مقول القول.

قوله: "فقال" الفاء فيه للتعقيب، وقوله: "من" فاعله، وهي موصولة، وقوله: "سئلوا": صلتها، قوله: "أمسى لمجهودا": مقول القول، والضمير في أمسى اسمه، و"مجهودا": خبره.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لمجهودا" حيث زيدت فيه اللام، وزيادة اللام في خبر أمسى شاذة (١).

الشاهد الثامن والتسعون بعد المائتين (٢) , (٣)

فَلَوْ أَنْكِ في يوم الرَّخَاءِ سَأَلْتنِي … فِراقَكِ لَم أَبْخلْ وأنتِ صَدِيقُ

أقول: هذا البيت أنشده الفراء ولم يعزه إلى قائله (٤).

وهو من الطويل.

المعنى: أنه يصف نفسه بالجود حتى لو سأله الحبيب الفراق مع حبه لأجابه إلى ذلك، وإن كان في الدعة والراحة كراهة رد السائل، وإنما خص يوم الرخاء؛ لأن الإنسان ربما يفارق الأحباب في يوم الشدة.

قوله: "أنكِ وسألتني وفراقكِ وأنتِ" كلها بالكسر؛ كذا نقله ابن الأنباري عن الفراء (٥).

فإن قلتَ: فعلى هذا ينبغي أن يقال: وأنت صديقة؛ لأنه فعيل بمعنى فاعل.


(١) أجاز النحويون دخول لام الابتداء على خبر إن المكسورة، وأجاز الكوفيون دخولها في خبر لكن وسبق بيان ذلك أن اللام زائدة شذوذًا وقد جاءت زيادة اللام في خبر "أمسى" شذوذا، قال ابن مالك: "وكما زادها الشاعر بعد أمسى"، شرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٣٠)، وابن يعيش (٨/ ٦٤)، ورصف المباني (٣١٠).
(٢) شرح ابن عقيل على الألفية (١/ ٣٨٤).
(٣) البيت من بحر الطويل غير منسوب لأحد، وهو في الإنصاف (٢٠٥)، والجنى الداني (٢١٨)، والخزانة (٥/ ٤٢٦، ٤٢٧)، والدرر (٢/ ١٩٨)، وشرح شواهد المغني (١/ ١٠٥)، وابن يعيش (٨/ ٧١)، والمغني (١/ ٣١)، والمنصف (٣/ ١٢٨)، والهمع (١/ ١٤٣).
(٤) معاني القرآن للفراء (٢/ ٩٠).
(٥) ينظر الإنصاف (٢٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>