للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير الفهارس" هجر النَّاس وطلاب العلم كتاب الخزانة القديم المطبوع على هامشه كتاب: المقاصد النحوية، وبالتالي أيضًا هجروا كتاب المقاصد مع أهميته، والنّاس تنظر إلى أهميه الكتاب في أيديهم … إلخ، وقريبًا منهم لا يتحملون عناء البحث عنه أو البحث فيه، ومن هنا برزت أهمية تحقيق كتاب المقاصد الكبرى، وطباعته منفصلًا.

كما حقق وانفصل كتاب الخزانة، واعتمد النَّاس والطلاب عليه، مع كثرة عدد أجزائه؛ لوضوح خطه، وحسن طباعته، وضبط شواهده، وإن كان يحتاج إلى تحقيق آخر غير تحقيق الأستاذ عبد السَّلام هارون.

دعوت الأخوين الفاضلين: شقيقي وهو الدكتور عبد العزيز فاخر، وأخي وهو الدكتور أحمد السوداني، وكانت لهما أهمية كتاب المقاصد لطلاب العلم ممن تخصص في النحو، ومن تخصص في الأدب، ومن تخصص في اللغة، فأسرعا في تلبية الطّلب، وعملا في الكتاب ليلًا ونهارًا، وصيفًا وشتاءً، وعملت معهما مراجعة وتحقيقًا، ودراسة وتدقيقًا، وكانت كثرة النسخ معنا جعلت كل واحد يعمل في ناحية، حتَّى خرج كتابنا ونحن راضون عنه.

وصف النسخة المطبوعة على هامش الخزانة: طبع كتاب المقاصد النحوية على هامش الخزانة في أربعة أجزاء كبيرة، كان الجزء الأول يبدأ بشواهد الكلام، وانتهى عند آخر شواهد باب المبتدأ والخبر "ثمانية أبواب"، والجزء الثَّاني بدأ بشواهد كان وأخواتها، وانتهى بشواهد تعدي الفعل ولزومه "أحد عشر بابًا"، والجزء الثالث بدأ بشواهد التنازع في العمل، وانتهى بشواهد التعجب "ستة عشر بابًا" والجزء الرابع والأخير بدأ بشواهد نعم وبئس، وما جرى مجراها حتَّى آخر الكتاب، وهو شواهد الإدغام، فكان "ثلاثة وثلاثين بابًا"، فيها ما هو في النحو وما هو في الصرف، وختمت نسخة الخزانة، وطبعة بولاق بما ختمت به النسخ المخطوطة من سرد الكتب والمراجع التي رجع إليها العيني في كتابه، ومن خوف العيني من حساده، والطاعنين على كتابه، ثم دعا الله قائلًا: "نسأل الله تعالى أن يعصمنا عن الأباطيل، ويهدينا إلى سواء السبيل".

وقد ذيلت هذه النسخة بصفحة كبيرة كتبها صاحب مطبعة بولاق، لا بأس من إيراد ما يهمنا من هذه الصفحة، من ثناء على كتاب الخزانة، أو كتاب المقاصد، اللذين طبعهما الرجل أو تاريخ الطباعة، يقول:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، نحمدك يا من قامت الآيات والشواهد على أنك المستحق لجميع الممادح والمحامد، ونصلي ونسلم على رسولك أفصح من نطق فأبان، وأبلغ من أعرب عما في الضمير والجنان، وعلى آله الحائزين به طراز الجلال، وأصحابه المرشدين إلى محجة الكمال والجمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>