للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: إنه جمع لا واحد له، كما قالوا: تعاشيب للعشب وتباشير للصبح، وإنما كرر أودى الثاني على التفجع، ويروى: ولى، قوله: "وذلك": إشارة إلى الإيداء الذي يدل عليه أودى، و"الشأو": الطلق (١)؛ أي: ذلك الطلق بعيد قد مضى فهو لا يدرك.

٢ - قوله: "ولى حثيثًا" أي: مسرعًا، قوله: "لو كان يدركه ركض اليَعاقيب" أي: لو أدركه ركض اليعاقيب لطلبناه ولكن لا يدرك، وهو جمع يعقوب وهو ذكر الحجل، وخص اليعقوب لسرعته.

٣ - قوله: "أودى الشباب الذي مجد عواقبه"، ويروى: ذاك الشباب الذي، ويروى: إن الشباب الذي.

وقال الشيخ جمال الدين بن هشام: أنشده ابن مالك: أودى الشباب الذي، وهذا تحريف منه والصواب: إن الشباب الذي.

وقوله: "فيه تلذ" خبر لإن، وعلى ما أورده لا يكون له ما يرتبط به، والذي أوله: "أودى" بيت آخر، وهو أول القصيدة وهو:

أودى الشباب حميدًا … ................................

قلتُ: ما أورده المفضل بن محمَّد الضبي في المفضليات هو كما أورده ابن مالك:

أودى الشباب الذي مجد عواقبه … .................................

ثم قال في شرحه: ويروى: ذاك الشباب، ولم يتعرض أصلًا إلى "إن"؛ فلا فائدة حينئذ في التشنيع عليه.

قوله: "مجد عواقبه" يعني: إذا تُعقبِتْ أمور الشباب وجد في عواقبه العز وإدراك الثأر والرحلة في المكارم وليس في الشيب ما ينتفع به وإنما فيه الهرم والعلل.

ويقال: معناه: آخر الشباب محمود ممجد، إذا حل الشيب ذكر الشباب فحمد وذم الشيب.

قوله: "فيه تلذ" أي: في الشباب لذَاذَةٌ وطيب، يقال: رجل لذ من قوم لذ، وقد لذ الشيء لذاذة، و"الشيب" بكسر الشين؛ جمع أشيب، وهو المبيض الرأس، وقد شاب رأسه شيبًا وشيبة فهو أشيب على غير قياس؛ لأن هذا النعت إنما يكون من باب فعل يفعل مثل: عَلِم يَعْلَم، والشيب بفتح الشين وهو المشيب.


(١) وصححه صاحب الخزانة فقال: "الشأو -مهموز الوسط-: الطلق، يقال: جرى الفرس شأوًا أو شأوية؛ أي: طلقًا أو طلقتين، ويأتي بمعنى السبق أيضًا؛ يقال: شأوته أي سبقته"، الخزانة (٤/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>