للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تبرأتِ مني معلنة بذلك، قوله: "لا ناقة لي .... إلى آخره": قول المرأة، ولكنه مثل ضربه لبراءتها منه، وهو مثل مشهور في هذا المعنى (١).

الإعراب:

قوله: "وما هجرتك" الواو للعطف و"ما" للنفي، و"هجرتك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، قوله: "حتى قلت معلنة" حتى للغاية، و"قلت" جملة في محل الرفع لأنه مسبب عما قبله (٢)؛ وذلك لأن قولها: "لا ناقة لي في هذا ولا جمل" سبب للهجران، وقوله: "معلنة": نصب على الحال من الضمير الذي في قلت، قوله: "لا ناقة لي إلى آخره": مقول القول، قوله: "ناقة": مرفوع لأنه اسم لا التي بمعنى ليس، وقوله: "في هذا": خبره وقوله: "لي": جار ومجرور في محل الرفع لأنه صفة لناقة.

قوله: "ولا جمل" فيه حذف، والتقدير: ولا جمل لي في هذا، وموضع الخبر نصب أو رفع على تقديره لا عاملة عمل ليس أو ملغاة لتكرارها، وكون الرفع في النكرة بالابتداء أقيس من كونه بلا؛ لأن الكلام جواب لمن قال: ألك ناقة فيه أو جمل؟ والرفع في ذلك على الابتداء والخبر واجب، والأصل: تناسب الجواب والمجاب.

الاستشهاد فيه:

في قوله: "لا ناقة لي ولا جمل" وذلك أن لا لما كررت أعملت عمل ليس؛ كما في قوله تعالى: ﴿لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ﴾ [البقرة: ٢٥٤] في قراءة غير (٣) ابن كثير (٤)، وأبي عمرو (٥)


(١) ينظر مجمع الأمثال (٣/ ١٦٦).
(٢) في نسخة بولاق جاء هذا التعليق: "قول العيني: في محل الرفع، وفي نسخة: في محل نصب، وعلى كل فليس بظاهر، وقوله: لأنه مسبب إلى آخره ليس بظاهر أيضًا، ولعل هذه العبارة سبق قلم. انتهت"، الخزانة (٢/ ٣٣٨).
(٣) قال أبو حيان: "وقرأ ابن كثير ويعقوب وأبو عمرو بفتح الثلاثة من غير تنوين … وقرأ الباقون جميع ذلك بالرفع والتنوين عَمِل عَمل ليس" ينظر البحر المحيط (٢/ ٢٧٦).
(٤) هو عبد الله بن كثير أحد القراء السبعة، وهو فارسي الأصل (ت ١٢٠ هـ)، الأعلام (٤/ ١١٥).
(٥) إذا تكررت (لا) وعلى على اسم لا الأولى وهما مفردان جاز إعمالها عمل ان أو إعمالها عمل ليس، فإن فتح الأول على إعمالها عمل إن جاز في الثاني الفتح والنصب والرفع، وإن رفع الأول على إعمالها عمل ليس جاز في الثاني الرفع مثل بيت الشاهد والبناء على الفتح، ينظر ابن يعيش (٢/ ١١١، ١١٣)، والمغني (٢٣٩)، وشرح التسهيل لابن مالك (٢/ ٦٨، ٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>