للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطبوعة على هامش الخزانة أصح من النسخ المخطوطة؛ وذلك لأنَّه قد توفر على طباعتها علماء أجلاء في القديم، كانوا يحبون العلم، ويعكفون عليه، وهكذا كل مطبوع في القدم من كتاب سيبويه "طبعة بولاق"، ومن كتاب الخزانة، وغير ذلك، وأعتقد أن هؤلاء العلماء وقفوا على نسخ لكتاب المقاصد مخطوطة غير التي وقفنا عليها، ورجعنا إليها، لقد كنا نرى سقطًا في بعض مقطوعات الشعر في نسختي "أ - ب" المخطوطتين، كان يدلنا عليها المقارنة والقراءة في نسخة بولاق المطبوعة، وعلى كل حال فنحن أخذنا العلم وصححنا الكلام، ووثقناه وأكدناه من النسخ الثلاث؛ المخطوطتين والمطبوعة، وكان هذا الذي يهمنا.

- مثال من السقط والتكملة: ومن نماذج السقط من النسخ المخطوطة والتكملة من نسخة الخزانة هذا الشاهد، وهو قوله (١):

فَأَصبَحنَ لا يَسأَلْنَهُ عَنْ بِمَا بِهِ … أَصَعَّدَ فيِ عُلُوِّ الهَوَى أَمْ تَصَوَّبَا

جاء في نسختي "أ، ب" قول العيني: "أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطَّويل، ثم بدأ بشرح مفردات البيت".

والذي جاء هنا قاله الإمام عبد القادر، وهو يشرح البيت في كتابه الخزانة يقول: "هذا البيت لم أقف على اسم قائله، ولا تتمة. والله أعلم" (٢).

لكن نسخة المقاصد المطبوعة على هامش الخزانة أسعفتنا بوجود القائل، وقد ذكرت أربعة أبيات من قصيدة الشاهد.

يقول العيني بعد أن ذكر البيت السابق: "أقول: قائله هو الأسود بن يعفر من قصيدة من الطَّويل، وأولها هو قوله:

صَحَا سكرٌ مِنْهُ طَويلٌ بِزَيْنَبَا … تعَاقِبهُ لما اسْتَبَانَ وجَرَّبَا

وَأَحكَمَهُ شَيبُ القَذَالِ عن الصبَا … فَكَيفَ تُصَاببهُ وَقَدْ صَارَ أَشْيَبا

وكَانَ لَهُ فيمَا أَفَادَ حلائلٌ … عَجَّلْنَ إذا لاقَينَهُ قَلْنَ مَرحَبا

فَأَصْبَحْنَ ................ … ................... إلى آخره

وبعده:

طَوَامِحُ بِالأَبْصَارِ عَنْهُ كَأنَّمَا … يرينَ عليهِ حلّ أَدْهَم أَجْرَبا

قوله: "أصعد" أي ارتقى، قوله: "أم تصوب" أي أم نزل.


(١) الشاهد رقم (٨٤٠) من شواهد هذا الكتاب.
(٢) خزانة الأدب (٥/ ٥٢٧) "هارون".

<<  <  ج: ص:  >  >>